يخشى الانطوائيون الاعتراف بذلك، فهل الانطوائية مرض؟


موضوع

يواجه الانطوائيون مشاكل عديدة منذ الصغر من ناحية تقبل الآخرين لطبيعتهم، ويزداد الأمر سوءاً عند رفض الانطوائيون الاعتراف بذلك وإنكار كونهم أشخاص انطوائيون وكأن الانطوائية عيب أو وصمة عار في حياة الشخص وينبغي عليه أن يُخفيها، في البداية يجب أن نوضح الفرق بين الانطوائية والخجل لأن الكثير منا يختلط عليه الأمر، فكما جاء في تعريف الانطوائية ل”susan cain” الكاتبة والمحاضرة الأمريكية ومؤلفة كتاب قوة الانطوائية؛ فقد عرفت الخجل بأنه الخوف اللا إرادي من حكم المجتمع على التصرفات الفردية، في حين أن الانطوائية ترتبط أكثر بدرجة استجابة الشخص للمثيرات الموجودة في المجتمع من حوله ومدى تعامله مع الآخرين، فالأشخاص الاجتماعيون يستجيبون بشكل سريع للمثيرات الاجتماعية من حولهم ويميلون للمشاركة مع الآخرين على نطاق اجتماعي واسع، أما الانطوائيون فيُفضلون أن يكونوا في بيئة هادئة ويميلون للمشاركة في نطاق اجتماعي ضيق أو ربما يُفضلون أن يكونوا بمفردهم تماماً، ومن هنا فلا توجد أي مشكلة نفسية في كون الإنسان انطوائي، الأمر فقط متعلق بالبيئة التي تناسب كل فرد وتجعله أكثر تأقلماً في الحياة ومع المجتمع من حوله.

 أهم سمات الشخص الانطوائي

الانطوائيون

في البداية دعنا نوضح أن الشخص الانطوائي يكون أكثر إنتاجية عند وجوده بمفرده، فيمكنه النجاح في الأعمال الفردية أو المجموعات الصغيرة بشكل يفوق الأعمال التي تحتاج لتشكيل مجموعات وفرق كبيرة، فيما يلي بعض النقاط الأساسية التي تجعلك تكتشف إذا كنت انطوائي أم لا:

  1. تستمتع بالجلوس بمفردك، وتُفضل التخطيط المسبق للأشياء.
  2. تفكر كثيراً فيما ستقوله قبل أن تشارك برأيك أو كلامك مع الآخرين.
  3. تستمتع بكتابة أفكارك وخواطرك، و دائماً ما تتجنب المكالمات واللقاءات وتُفضل المحادثة الكتابية مع الآخرين.
  4. تراقب كل ما يحدث حولك بدقة وتهتم بالتفاصيل وتلتفت لأدق الأمور.
  5. تشعر بالوحدة كثيراً حتى عندما تكون وسط مجموعة كبيرة من الناس.
  6. تتجنب الأماكن المزدحمة والمشاركة في التجمعات والأحداث الاجتماعية الكبيرة، وقد يدفعك ذلك أحياناً أن تدعي بأنك مشغول للتهرب من حدث اجتماعي هام أنت مدعو له.
  7. هناك عدد قليل من الأشخاص المقربة لك في حياتك، فأنت تختار أصدقاءك بعناية ومن بين عدد كبير ليكونوا بمثابة مجموعتك الصغيرة التي تشارك معها اهتماماتك.

كيف تؤثر نظرة المجتمع على الأشخاص الانطوائيين

الانطوائيون

إن المجتمع غالباً ما ينظر للشخص الانطوائي على أنه غريب الأطوار ويعامله بعض الناس وكأنه مريض نفسي، مما يؤثر بالسلب على الأشخاص الانطوائيين ويدفعهم للتظاهر بصفات ليست من طبيعتهم أو فطرتهم، فتقول “Susan Cain” في حديثها مع TED: أنها كانت تستقبل تلميحات أو رسائل صريحة من الناس بأن شكل حياتها الهادئ يُعد غير صحيح، ويجب عليها الانفتاح أكثر تجاه من حولها، تقول أنها كانت تشعر بداخلها أن كلامهم غير صحيح والانطوائية عكس ذلك؛ لكنها اضطرت تحت تأثير هذا النوع من الضغط الاجتماعي الذي عاشته سنوات عديدة أن ترفض فطرتها وتحاول الخروج عنها، فأصبحت محامية والتحقت بهذا المجال على عكس رغبتها منذ الصغر في أن تصبح كاتبة، وما دفعها لذلك فقط هو أن تثبت لمن حولها أنها سوية وطبيعية وليس بها نقص أو مرض نفسي.

هل من المنطقي أن نصبح جميعنا اجتماعيين؟

إن الضغط الاجتماعي الذي يواجهه الأشخاص الانطوائيون في حياتهم يجعلهم يرفضون طبيعتهم الهادئة ويحاولون إنكارها أو إخفائها، وهذا غير منطقي تماماً حيث أن العالم لا يستطيع القيام على نحو متوازن دون وجود الأشخاص الانطوائية، فالأشخاص الانطوائية ينجحون في القيام بمهام لا يستطيع غيرهم إنجازها، ويتميزون بالنجاح والإنجاز أكثر من غيرهم في وظائف كثيرة مميزة كالطب النفسي والتصوير ومجالات التصميم والوظائف الخاصة بعلم الفلك والطبيعية وكذلك أعمال القانون والكتابة والتأليف والترجمة وكل ما يتعلق بالإبداع والتفكير، ونحن لا نقول أن الأشخاص المنفتحة والاجتماعية غير قادرين على النجاح في مثل هذه المهن؛ لكن الإحصائيات تشير إلى أن الانطوائيون أنجح من غيرهم في مثل هذه المجالات وأكثر إبداعاً وتألقاً، لأنهم يتميزون بالتفكير في غير المألوف وخارج الصندوق؛ لذا فمن المستحيل تخيل مجالات العمل أو المؤسسات الناجحة دون وجود أشخاص انطوائية تشارك في مثل هذه الأعمال، فكل قائد ناجح أو مدير مؤسسة يُدرك أنه لا غنى عن الاستعانة بالأشخاص الانطوائية داخل مؤسسته.

هل الانطوائية تؤثر على نجاح الشخص في حياته؟

الانطوائيون

تشير الإحصائيات إلى أن 50% من الأمريكين أشخاص انطوائية، أي حوالي 160 مليون شخص أو أكثر يحتاج لتغيير طبيعته لعدم تقبل المجتمع لها وليكونوا أكثر سعادة ونجاح في حياتهم، إذا كنت تفكر في ذلك فعليك أن تتذكر أنه ضمن هذه الفئة من الأشخاص الانطوائيين هناك الكثير من الشخصيات الذين أثبتوا للعالم بأكمله أن الانطوائية لا يمكن أن تكون عائق لنجاحهم في الحياة، من بين هؤلاء الأشخاص: مايكل جوردان، بيل جيتس، غاندي، ألبرت اينشتاين، نيوتن، ومارك زوكربيرج، وغيرهم الكثير من الشخصيات الناجحة والملهمة، ومن هنا نرى أن طبيعتهم الانطوائية لم تعيقهم عن تحقيق أهدافهم والوصول للنجاح.

كيف يواجه الشخص الانطوائي المجتمع من حوله ويتكيف معه؟

كما ذكرنا أن المجتمع أحياناً ينظر للشخص الانطوائي على أنه غريب الأطوار، لكن هذه ليست قاعدة عامة ولا تحدث بشكل دائم، فمن منظور آخر فالشخص الانطوائي هو الذي يحدد نظرة المجتمع له من خلال رؤيته لنفسه وفهمه لشخصيته وتقبله لكونه انطوائي وإدراكه بأن ذلك لا يمثل عيب أو نقص وإنما اختلاف فقط، فعندما يدرك الشخص ذلك ويتقبل ما هو عليه سيكون وقتها على أكبر استعداد للنجاح والتكيف مع المجتمع المحيط به.

والآن شاركنا برأيك حول مفهوم الانطوائية وهل تتفق أن الانطوائية لا تؤثر بالسلب على نجاح الأشخاص أم لا؟

يخشى الانطوائيون الاعتراف بذلك، فهل الانطوائية مرض؟ بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي

مجانا  .
المطور : أراجيك.   النوع : مجهول .
+3

 !  يتوافق هذا الموضوع مع جميع أجهزة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تطبيقات مشابهة قد تعجبك :

المشاركات الشائعة