اكتشف العلماء مخلوقًا فريدًا من نوعه يشبه الدود عاش قبل حوالي 518 مليون عام وهو أقدم حيوان معروف بفقدانه لأجزاء من جسمه لعدم الحاجة إليها، وتماماً كما طورت الكائنات الحية الحديثة التي تعيش في الكهوف أعينًا أضعف، تطور الحيوان القديم لفقدان أرجله الخلفية، ووفقاً لريتشارد هاورد Richard Howard من جامعة اكسيتر Exeter في المملكة المتحدة فهذا هو المثال الأول في السجلات الأحفورية لكائن حي يخضع لخسارة ثانوية.
كان حيوان Facivermis yunnanicus مخلوقًا يشبه الدودة من العصر الكمبري حيث تطورت أولى الحيوانات المعقدة في البحار، بطول أقل من 10 سنتيمتر وخمس أزواج من الأرجل الدقيقة والنصف الأمامي من جسمه في حين أنّ نهايته الخلفية كانت مُنتفخة، وقد كان من الصعب سابقاً تحديد نوعه بدقة لذلك قام هاورد وفريقه بإعادة فحص العينات المعروفة ودراسة أخرى جديدة أتت جميعها من مجموعة أحافير من الصين تعرف باسم كائنات Chengjiang.
اكتشف الباحثون أنّ بعض الأحافير مصحوبة بأنابيب كان من الجليّ أنّ حيوان F. Yunnanicus صنعها ثمّ عاش داخلها، مما يعني أنّه كان من مغذيات الترشيح بشكل مشابه لبعض ديدان الأنابيب الحديثة التي تثبت أنبوبها على سطح ما وتلتقط عوالق الغذاء المارة عن طريق أطرافها الأمامية، ويملك أنسباؤه الأقرب زوائد طويلة وريشية لالتقاط الطعام لكنّها لا تزال تملك أرجلها الخلفية التي تستخدمها لتثبيت نفسها في المكان.
وفقاً لهاورد فقد أخذت حيوانات F. Yunnanicus تلك العملية إلى مستوى آخر حيث فقدت أرجلها الخلفية تماماً وبنت أنبوب للعيش فيه عوضاً عن ذلك، وقد غيّر التحليل الجديد الفكرة عن موقع هذه الحيوانات في القصة التطورية للديدان وأظهرت عدم وجود حلقة مفقودة فيها.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق