عادة ما يتم وصف الحبّار بالكائن المُذهل حيث يملك جلدًا مغطى بما يدعى حاملات صباغ Chromatophores، وهي خلايا عاكسة للضوء وتحتوي على صبغات يمكنه من خلالها التخفي وفقاً للبيئة المحيطة به، ولديه ميزة أخرى مدهشة تتجلى في القدرة على تعديل حمضه النووي الريبوزي RNA والتعليمات الوراثية ضمن نوى خلاياه العصبية، والآن اكتشف العلماء أنّ تلك القدرة لا تقتصر على التعديل ضمن النوى فقط إنّما ضمن المحور العصبي أيضاً.
يُعد الحمض النووي DNA والحمض النووي الريبوزي RNA أهم الجزيئات في بيولوجيا الخلية فهي المسؤولة عن تخزين وقراءة المعلومات الوراثيّة الداعمة لجميع أشكال الحياة، حيث يقوم DNA باستنساخ وتخزين تلك المعلومات أمّا RNA فيحوّلها إلى صيغة تُستخدم لبناء البروتينات، وفي عام 2015 اكتشف مجموعة من الباحثين أن الحبّار قادر على تغيير تعليمات RNA وتحسين نوع البروتينات المُنتَجة.
تمكّن الفريق الآن من التعمّق في عملهم وملاحظة التعديلات التي تحدث خارج نوى خلايا الحبّار، حيث يقول روزنثال Rosenthal المؤلف الرئيسي للدراسة: “اعتقدنا أنّ جميع عمليات تعديل RNA حدثت في النواة ثمّ صُدّرت النسخة المعدلة إلى الخلية، لكن وجدنا الآن أنّ الحبّار قادر على تعديل RNA في محيط الخلية، من الناحية النظرية هذا يعني أنّه قادر على تعديل وظيفة البروتين لتلبية المتطلبات المحلية للخلية”.
قد لا تقتصر آثار هذه النتائج على الحبّار فمن الممكن أن تنعكس إيجاباً على البشر أيضاً حيث يرتبط الخلل المحوري بالاعتلالات العصبية، لذلك يأمل الباحثون أن تساعد الدراسة شركات التكنولوجيا الحيوية على استخدام عملية تعديل الحمض النووي الريبوزي RNA في البشر لأغراض علاجية.
دراسة جديدة تكشف عن قدرات تعديل جيني إضافيّة لدى الحبّار بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق