كان زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 في ثالث أيام دورته الـ 51، على موعد مع نادليكا مانديلا حفيدة المناضل الجنوب أفريقي الشهير نيلسون مانديلا، وذلك خلال ندوة اللقاء الفكري بالقاعة الرئيسية، والتي أدارها الدكتور أيمن بكر.
نادليكا كاتبة وناشطة اجتماعية من مواليد عام 1965، وهي أول حفيدة لـ مانديلا من أول ابن له من زوجته الأولى، توفي والدها في حادث وهو شاب بعمر الـ 24 عامًا، وتزوجت والدتها من آخر، فانتقلت نادليكا للإقامة مع جدتها لوالدها حتى كبرت، وحكت خلال الندوة أنها عاشت هي وعائلتها حياة مشردة وبائسة، لأن بلدها وقتها كانت تعتبر جدها إرهابيًا مخرّبًا، ولذلك اضطروا للتنقل من قرية إلى أخرى ومن بلدٍ لآخر، خوفا من بطش واضطهاد الناس، مشيرة إلى أنها تعرضت للاضطهاد كذلك في المدرسة، كونها فتاة ذات بشرة سمراء، وهو الأمر الذي أدى لمشاكل نفسية جسيمة بداخلها؛ ظلت تعاني منها لسنوات.
استطردت أنها عملت في بداية حياتها لفترة بالتمريض، لافتة إلى أنها نظرًا لما تعرضت له من ظلم وقهر في طفولتها، أسست بعد ذلك بفترة مؤسسة اجتماعية لمحاربة العنف ضد النساء، وهدفها تشجيعهن على التعليم والصحة، حيث ترى أنهما عاملان أساسيان للنهوض بوضع المرأة ومكانتها داخل أي مجتمع.
من جهة أخرى، قالت نادليكا إن الاعتقاد السائد بأن أقارب المناضلين والزعماء السياسيين يعيشون حياة مرفهة وسعيدة؛ هو أكذوبة ولا أساس لها من الصحة، موضحة أن أبناء المناضل السياسي يعيشون حياة بائسة غير سعيدة، ولا يوفر لهم الوظائف في الحكومة أو الأموال، قائلة إن نيلسون مانديلا لم يترك لهم شيئًا ولم يسعَ لإلحاقهم بوظائف مرموقة، مستطردة: “لأنه لم يكن فاسدًا”.
حكت أنها لم تكن تعرف جدها نيلسون مانديلا ولم تره أبدًا، إلا عندما بلغ عمرها 13 عامًا، وتروي هذا اللقاء المؤثر بأنها زارته في السجن، وكان يفصل بينهما حاجز زجاجي، ولكنه لم يُعقهما عن إظهار حبهما ومشاعرهما لبعضهما البعض، مشيرة في أسى إلى أنها لم تجد من يُعدّها لهذا اللقاء المصيري لطفلة في عمرها وقتها، مستطردة أنها واجهت الموقف وحدها بدون أية نصائح من أحد، وهو ما سبّب لها مشكلة نفسية استمرت لسنوات.
في نفس السياق، أردفت أنها قابلت جدها وجهًا لوجه أول مرة، بعد اللقاء الأول بسنوات قليلة، وكانت وقتها شابة صغيرة، ولكن تلك المرة عانقا بعضهما طويلا، وتصف تلك اللحظة بأنها شعرت أن جدها احتضنها العمر كله، وأحسّت بحبه الجارف لها، مشيرة إلى أن هذا اللقاء كان أصعب من الذي سبقه.
وحول عدم اشتغالها بالسياسة مثل جدها المناضل الشهير، أوضحت نادليكا أنها لا تحب مجال السياسة نظرًا لأنه مُقيّد لحرية الفرد، خاصة إذا تضاربت مصالحه وتوجهاته مع الأحزاب الموجودة، مضيفة أن معظم الأحزاب لا تعمل للمصلحة العامة وإنما لأهواء شخصية، وهو ما تعتبره ضد مبادئها.
وحول زيارتها الأولى لمصر، أكدت نادليكا أنها سعيدة جدا بأنها موجودة في مصر حاليًا، مضيفة أنها لطالما تمنت زيارتها ورؤية آثارها العريقة، لافتة إلى أنها زارت بالفعل المتحف المصري وانبهرت بما يحتويه من آثار عظيمة ضاربة في القدم، مشيرة إلى أنها ستزور خلال الأيام المقبلة الأهرامات الثلاثة الشهيرة، معبّرة عن فخرها بتواجدها في مصر، بصفتها حفيدة نيلسون مانديلا.
يُشار إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51 يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، وشخصية المعرض لهذا العام هو المفكر جمال حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900 فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق