استضافت قاعة السينما بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، الفنانة يسرا، وتحدّثت خلال اللقاء- الذي أدارته الناقدة علا الشافعي- عن كواليس دخولها عالم الفن، وأهم المراحل في مسيرتها الفنية، وحكت عن علاقتها بكل من عادل إمام ويوسف شاهين وأحمد زكي وعلاء ولي الدين، وروت تجربتها مع الفيلم الوحيد الذي أنتجته.
البداية فشل
حكت يسرا عن دخولها عالم الفن، من خلال فرصة منحها لها المنتج والمخرج عبد الحليم نصر- الذي تؤكد أنه أول من آمن بموهبتها- قائلة إنه أنتج لها أول أفلامها بعنوان “قصر في الهواء” وكانت تلعب فيه دور البطولة، مشيرة إلى أنه فشل ورُفع من السينمات بعد ثلاثة أيام فقط من عرضه، موضحة أنها تقاضت عنه أجرًا بلغ 1000 جنيها مصريا؛ لافتة إلى أنه كان رقمًا كبيرًا وقتها، مستطردة أنه بالرغم من فشل الفيلم؛ إلا أنها تحبه كونه أول تجربة احترافية لها.
أردفت أن ملامحها الأوروبية كانت عائقا بالنسبة لها في بدايتها الفنية، مشيرة إلى أنها تخطت تلك العقبة بكل الوسائل، وتمردت على تلك الملامح بأداء شخصيات متنوعة وبعيدة عن طبيعتها، لافتة إلى أنها لم تنسَ جملة وصفها بها الكاتب الكبير أنيس منصور، عندما قال عنها في بداياتها: “عندنا وجه عالمي اسمه يسرا”.
مرحلة الانتشار
قالت إنها في بداية عملها بالفن كأي ممثل، كانت لا تهتم بالكيف في الأفلام التي تشارك بها، حتى تحقق الانتشار ويعرفها الجمهور، مضيفة أنها توقفت عن ذلك بنصيحة من المخرج الراحل يوسف شاهين؛ مؤكدة أنها تعلمت منه الكثير، ونصحها بأن تنتقي أدوارها، قائلًا لها إن موهبة الفنان ثمينة وعليه أن يحافظ عليها، لأنها هبة من الله لا يعطيها لأي إنسان، مشيرة إلى أنها منذ وقتها وهي تختار أعمالها الفنية بعناية.
مشوارها مع الزعيم
وحول عملها مع عادل إمام فيما يقرب من 17 فيلمًا، توضح يسرا أنها تعتبره أستاذها، قائلة عنه: “أهم حاجة في حياتي”، مشيرة إلى أنه أكثر الناس الذين ساهموا في أن تصبح قريبة من الجمهور: “خلاني أحس إني بحضن الجمهور”، وتحكي عن كواليس عملها معه في فيلم “عمارة يعقوبيان”، بأنه في البداية لم يكن مقررًا أن تؤدي هي أي دور داخل الفيلم، مستطردة أنها كانت تجلس مع الزعيم ومخرج الفيلم مروان حامد، فعرض عليها “إمام” أن تمثّل في الفيلم خمسة مشاهد.
تُكمل يسرا أنها رفضت عرض عادل إمام، مستنكرة أن تمثل خمسة مشاهد فقط، موضحة أنها لم تكن قد قرأت الرواية ولا السيناريو بعد؛ لافتة إلى أن المخرج أعطاها الخمسة مشاهد لتقرأها أولا، وبعدها تَقبل الدور أو ترفضه، مضيفة أنها بعدما قرأت المشاهد أُعجبت بالدور وقررت أن تمثله، مشيرة إلى أنها أيقنت أن الشخصية لا يناسبها أن تزيد مساحتها عن تلك المشاهد الخمسة.
بخور علاء ولي الدين
حكت يسرا عن علاقة الصداقة التي جمعتها بالفنان الراحل علاء ولي الدين؛ بأنها كانت تحبه كثيرًا وما زالت تتذكره حتى الآن، قائلة: “حزني على فقدانه شيء مش قادرة أعديه من حياتي”، مشيرة إلى أنه كان ذو شخصية رائعة ودودة خفيفة الظل وقريب إلى القلب، وتروي أنها عندما شاركته بطولة مسرحية “لما بابا ينام”، كانت حريصة على أن تُبخّر كل الغُرف بالمسرح، لافتة إلى أنها كانت تضع البخور في غرفة علاء ولي الدين؛ ويظلا يضحكان بعد انتهاء العرض حتى الفجر.
فيلم وحيد
وعن تجربة مختلفة عاشتها يسرا، تروي كواليس الفيلم الوحيد الذي أنتجته، والذي حمل اسم “ضحك ولعب وجد وحب”، بطولة الفنانين عمر الشريف وعمرو دياب، مشيرة إلى أن “الشريف” قال لها إنه لن يتقاضى أجر عادل إمام وقتها؛ وإنما سيأخذ أجر أحمد زكي، في إشارة منه إلى تخفيف المبلغ الذي ستدفعه له، موضحة أنه كان يتعامل معها على أنها ابنته، وبالنسبة لمشاركة “دياب” في الفيلم، لفتت إلى أنها كانت سعيدة بالعمل معه، مؤكدة أنه حالة فنية نادرة ولن تتكرر، قائلة: “ملوش زي”.
صداقة أحمد زكي
وبالنسبة لعلاقتها بالعبقري الراحل أحمد زكي، تؤكد أنه كان كاتم أسرارها، مشيرة إلى أنه نموذج لن يتكرر على المستويين الإنساني والفني، لافتة إلى أنه كان: “أجدع حاجة ممكن تشوفها في حياتك”، مضيفة أن ثلاثة أرباع الفنانين حاليًا يقلدونه، وتقول عنه: “أحمد قفاه كان بيمثل”، كناية عن شدة عبقريته التمثيلية وقدرته على التعبير بكل أجزاء جسمه.
علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي
تحكي يسرا عن علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، قائلة إن علاقتها بها ضعيفة وغير متمرّسة فيها، وعلى الرغم من ذلك توضح أنها بدأت مؤخرًا تهتم بها، حتى تتماشى مع روح العصر ومتغيرات الزمن، لافتة إلى أن الفنان يجب أن يطوّر من أدائه ونفسه ولا يتوقف عند مرحلة معينة، وهو ما تحرص عليه دوما؛ لذلك حققت الاستمرارية كل تلك السنوات.
في سياق مختلف، أكدت أنها حتى الآن تكون “مرعوبة” خلال أول يوم تصوير لأي عمل فني، قائلة: “لحد النهاردة أول يوم تصوير ليا هو أوحش يوم تصوير”، لافتة إلى أنها تبدأ بتصوير أسهل مشهد في العمل؛ حتى يخفف من وطأة إحساسها بالخوف والقلق.
تجدر الإشارة إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51 يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، وشخصية المعرض لهذا العام هو المفكر جمال حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900 فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق