كل عام يأتينا موسم يصاحبه مرض الإنفلونزا الغني عن التعريف، والذي يأتي معه الشعور بالخوف الشديد من الإصابات المرضية المرافقة له، إذ يمكن أن يصاب به الإنسان بسرعة كبيرة، وتبدأ الأعراض المؤلمة في العضلات والمفاصل، عدا الشعور بالقشعريرة والتعرق والصداع المستمر، بالإضافة إلى التعب والوهن.
حينها سينتشر دواء الإنفلونزا كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد، وبالنسبة للأطفال فسيحتوي لقاح الإنفلونزا الأنفي الخاص بهم على فيروسات حية ضعيفة، بينما يحتوي لقاح الإنفلونزا الذي يُعطى حقنًا للبالغين على فيروسات الإنفلونزا المعطلة، وبالتأكيد لا يمكن للقاح أن يسبب الإنفلونزا، ولكنه ينشط جهاز المناعة لبدء تأمين حماية كافية في حالة الإصابة بالعدوى.
على كل حال، لا يمكن التنبؤ بالحالات أو الأشهر التي ستحدث فيها الإنفلونزا، ولكن كما نعلم، فإن النسبة العظمى من تلك الحالات تأتي مع مجيء فصل الشتاء، والتي تصل ذروتها في شهري ديسمبر ويناير في نصف الكرة الشمالي.
حسناً، لنعود إلى غاية المقال، والذي يوجد في العنوان في الأعلى، ألا وهي العلاقة بين الإنفلونزا والربو.
الربو والإنفلونزا
عادة ما تتلاشى الإنفلونزا من تلقاء نفسها خلال أسبوع واحد، ولكن يمكن أن تسبب مرضاً شديداً ومضاعفات وحتى الموت في بعض الحالات، وخاصة لدى كبار السن والحوامل والأشخاص الذين يعانون من حالة صحية معينة، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بتلقي لقاح الإنفلونزا كل عام.
يصنف معظم المصابين بالربو على أنهم الفئة الأكثر عرضة للخطر، لحقيقة أن الأشخاص المصابين بالربو (أطفال أم بالغين) هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بعد إصابتهم بالإنفلونزا؛ ويعزى ذلك جزئياً إلى أن الفيروس يسبب التهابًا في الجهاز التنفسي، ومن أعراضه صعوبة في التنفس، الصفير الصدري، وضيق الصدر.
مضاعفات الإنفلونزا على الجهاز التنفسي لدى المصابين بالربو
سنشرح الآن علاقة الخطر بين الربو والإنفلونزا:
تختلف الشعب الهوائية الموجودة في رئة مريض الربو عن الشعب الهوائية للإنسان الصحيح، ففي مرض الربو، يكون للشعب الهوائية عضلات ملساء أكبر ما يساعد على الحد من تدفق الهواء، وهذا يمكن أن يسبب تشنجات مؤلمة في الشعب الهوائية، ويضيق المجرى المتاح للهواء.
عدا عن أن مرضى الربو ينتجون كمية كبيرة من المخاط في رئاتهم ويكون النسيج الظهاري للمجاري التنفسية أصغر، والنسيح الظهاري الرقيق يعمل كعامل حماية أولي للطبقة الخارجية بين العوامل الممرضة المستنشقة والبيئة الداخلية للرئة، هذا يعني تقلص المجاري الهوائية في الشعب الهوائية لمريض الربو لأنها أصبحت أضيق، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة تعّرض الرئتين لأضرار كبيرة وربما على المدى الطويل، كما أن فيروس الإنفلونزا يهاجم الخلايا الظهارية للمجاري التنفسية.
المجرى الهوائي والربو
أظهرت الأبحاث الأخيرة أنه من الممكن بأن يكون لدى الأشخاص الأصحاء “آليات عمل” في المجرى الهوائي لحمايته من التلف الناجم عن فيروس الإنفلونزا، ولكن في حالات المصابين بالربو تكون هذه التدابير الوقائية ضد العدوى ضعيفة، لذا فإن فيروس الأنفلونزا يمكن أن يسبب المزيد من الضرر للشعب الهوائية.
بالنسبة للأشخاص المصابين بالربو، يوصى بشدة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فقط تأكد من حصولك على لقاح الأنفلونزا، واحرص على أن تتبع النظافة الشخصية بشكل جيد، مثل أن تقوم بتغطية فمك عند السعال والعطاس وغسل يديك بانتظام، وتذكر ضرورة تكرار تلقي لقاح الأنفلونزا كل عام لأن حماية اللقاح قد تقل فعاليتها مع مرور الوقت، ويمكن أن تتغير نوعية اللقاح كل عام لتغطية جميع سلالات الفيروس الحالية والحالات الجديدة منه.
وإذا انتهى الأمر في الأنفلونزا، لا داعي للذعر، فقط تأكد من زيارة طبيبك على الفور للتحقق من الأعراض وتلقي الأدوية المناسبة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق