علماء يحلّون لغز جليد ثنائي أكسيد الكربون في قطب المريخ


موضوع جليد CO2 على المريخ

في عام 1966 كان عالمان من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech يتأملان آثار الغلاف الجوي المريخي الرقيق من ثنائي أكسيد الكربون، والذي تم الكشف عنه لأول مرة بفضل مركبة ناسا NASA المعروفة باسم Mariner IV، فتوّصلا إلى نظرية قائلة بأنّ المريخ مع مثل هذا الغلاف الجوي يمكن أن يملك رواسب قطبية مستقرة طويلة الأمد من جليد CO2، والذي بدوره يمكن أن يتحكم بالضغط الجوي العام.

تشير دراسة جديدة أُجريت في معهد Caltech إلى أنّ تلك النظرية التي طورها الفيزيائي روبرت ب. لايتون Robert B. Leighton وعالم الكواكب بروس سي موراي Bruce C. Murray قد تكون صحيحة بالفعل، حيث تشير إحدى توقعات النظرية إلى أن الضغط الجوي للمريخ قد يتأرجح في القيمة أثناء دوران الكوكب حول نفسه وخلال دورته حول الشمس، إذ تتعرض الأقطاب إلى كميات أكبر أو أصغر من ضوء الشمس.

يؤدي سقوط ضوء الشمس المباشر على رواسب CO2 الجليدية في القطبين إلى تصعّدها وبينما يتغيّر مقدار التعرض لهذا الضوء، يتأرجح الضغط الجوي من ربع ما هو عليه اليوم إلى الضعفين عبر الدورات التي تستمر لعشرات آلاف السنين، وقد تّوصل العالم بيتر بوهلر Peter Buhler وزملاءه إلى نموذج جديد يوفر أدلة أساسية تدعم ذلك.

اكتشف الفريق وجود ميزة غامضة في القطب الجنوبي للمريخ وهي عبارة عن رواسب هائلة من جليد CO2 والجليد المائي في طبقات متناوبة تشبه طبقات الكعكة، وتمتد إلى عمق 1 كيلومتر مع صقيع رقيق من CO2 المتجمد في الأعلى، وتحتوي هذه الرواسب على كمية من CO2 مساوية لكامل كميته في الغلاف الجوي، رغم أنّ هذا التراكب غير ممكن نظرياً لأن الجليد المائي أكثر استقرار حرارياً وأشد ظلمةً من جليد CO2.

اقترح الباحثون أنّه مع دوران المريخ حول محوره على مر الـ 510 آلاف عام الماضية تلقى القطب الجنوبي كميات متفاوتة من ضوء الشمس، مما سمح لجليد CO2 بالتشكل عند تلقيه كميات أقل والتبخر عند تلقيه كميات أكبر، وعند تشكله انحصرت كميات صغيرة من الجليد المائي معه لكن عند تبخره بقي الجليد المائي الأكثر استقراراً واتحد ضمن طبقات، لكن هذه الطبقات لم تغلق الرواسب بشكل كامل وبدلا من ذلك يرفع CO2 المبخر الضغط الجوي للمريخ، وتتطور الطبقات مع جليد CO2 في توازن مع الغلاف الجوي.

كون حلقات التبخر تنقص كثافتها بشكل عام فإنّ بعض جليد CO2 يُترك بين طبقات الماء وبالنتيجة يحدث التناوب بين جليد CO2 والجليد المائي، وقد تشكلت أعمق طبقات CO2 قبل 510 آلاف عام بعد آخر فترة من ضوء الشمس القطبي الشديد الذي بخّر كل رواسب CO2 في الغلاف الجوي.

مجانا  .
المطور : أراجيك.   النوع : مجهول .
+3

 !  يتوافق هذا الموضوع مع جميع أجهزة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تطبيقات مشابهة قد تعجبك :

المشاركات الشائعة