تصبح الروبوتات أكثر شبهاً بالإنسان يوماً بعد يوم وها هي الآن تتمكن من التعرق، حيث قام الباحث توماس والين Thomas Wallin وزملائه من جامعة كورنيل Cornell في نيويورك بتطوير أذرع روبوتية قابضة طريّة قادرة على التعرق لتبريد نفسها، وتمتلك هذه الأذرع قدرة تبريد تبلغ 107 واط للكيلوغرام مما يجعلها عرّاقة فعّالة أكثر من الثدييات، فللمقارنة يمتلك الإنسان والحصان سعة تبريد أعظمية تبلغ حوالي 35 واط للكيلوغرام.
تتألف كل ذراع قابضة من ثلاث أجزاء مشابهة للأصابع تنطوي معاً بشكل متزامن للإمساك بالأغراض الصغيرة، وقد صُنعت هذه الأذرع المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من هلام مائي يدعى هايدروجيل Hydrogel، وهو عبارة عن شبكة من سلاسل البوليمر يمكنها تخزين كميّة كبيرة من الماء، أما الإصبع فيتألف من طبقة سفلية مع قناة داخلية للسماح للسائل بالتدفق وهو مغطى بطبقة سطحية تحتوي مسامات دقيقة.
في الظروف الباردة تنغلق المسامات، أمّا بالنسبة لدرجات الحرارة الأعلى من 30 درجة مئوية تتمدد الطبقة الخارجية موسّعةً المسامات وسامحةً للسائل المضغوط بالخروج من الطبقة السفليّة، وتستجيب المادة تلقائياً لتغيرات درجة الحرارة بدون الحاجة إلى أي مستشعرات خارجيّة، ووفقاً لوالين فإنّ التعرق يستغل فقدان الماء المبخّر لتبديد الحرارة سريعاً، وعلى عكس الحمل الحراري أو الإشعاع فإنّ التعرّق يخفض حرارة الجسم إلى ما دون حرارة البيئة المحيطة.
عند توجيه رياح ساخنة من مروحة إلى الروبوت المُتعرّق تمكن من تبريد نفسه بمعدل 39.1 درجة مئوية بالدقيقة، أي أسرع بست مرات من الأجهزة المشابهة غير القادرة على التعرق، يمكن لهذه التقنية مساعدة الروبوتات غير المقيدة على العمل لفترات طويلة بلا سخونة زائدة، وبالنسبة لتعويض السوائل بعد التعرق علّق أحد أفراد الفريق: “الروبوتات التي تعمل بنظام التعرق الذاتي الذي صنعناه يجب أن تكون قادرة على الشرب أيضاً”.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق