تشير دراسة جديدة أنّ أثر البشر على الطبيعة كان أعظم بكثير ودام لفترة أطول مما قد تخيلنا يوماً، فأسلاف البشر الذين عاشوا منذ ملايين السنين ربما تسببوا ببدء أحداث انقراض حتى قبل تطور نوعنا، حيث شهدت مناطق شمال إفريقياً انخفاضاً في الثدييات الكبيرة بسبب البشر الأوائل، كما بدأت معدلات الانقراض بالتزايد منذ حوالي 4 ملايين عام مضت، وهذا يصادف الحقبة التي عاش فيها أعداد من البشر القدماء في المنطقة كما تشير الأدلة الأحفورية.
درس الباحثون معدلات انقراض آكلات اللحوم الكبيرة والصغيرة وكيفية ارتباطها مع التغيرات البيئية كهطول الأمطار ودرجات الحرارة، كما بحثوا في تغيرات حجم دماغ أسلاف البشر كالأنواع المسماة أسترالوبيثكس Australopithecus وأرديبيتيكوس Ardipithecus، فوجدوا أنّ معدلات انقراض اللواحم الكبيرة مرتبطة بزيادة حجم دماغ أسلاف البشر وبتغيرات الغطاء النباتي، لكن غير مرتبطة بالهطولات أو التغيرات الحرارية.
كان التفسير الأفضل لانقراض اللواحم في شمال أفريقيا هو صراعها المباشر على الغذاء مع أسلافنا، حيث يعتقد الباحثون أنّ أسلاف البشر ربما سرقوا الفرائس المقتولة حديثاً من قبل السنوريات حادّة الأنياب مما حرمها من الطعام، ووفقاً لتقريرهم المنشور في مجلة Ecology Letters فإنّ نتائجهم تشير إلى أنّ الأثر البشري الجوهري على التنوع الحيوي بدأ بشكل أبكر بملايين السنين مما اعتقدنا.
كان قد حذر تقرير هام العام الماضي من وجود ما يقارب مليون نوع من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض خلال العقود القادمة، كما وجدت دراسة أحدث أنّ نمو المدن وإزالة الغابات بغرض الزراعة والطلب المتضخم على الأسماك غيّر بشكل ملحوظ ما يقارب ثلاثة أرباع اليابسة وأكثر من ثُلثي المحيطات.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق