شهد اليوم الأول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، ندوتين من أهم ندوات الدورة 51 للمعرض، الأولى حضرها الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري الشهير، والثانية حضرها المهندس هاني عازر خبير الأنفاق العالمي، وذلك بمناسبة اختيارهما سفيرين للمعرض هذه الدورة ضمن مبادرة سفراء المعرض؛ التي تشمل اختيار شخصيات مصرية بارزة، للترويج للمعرض في الخارج.
ندوة زاهي حواس
شهدت الندوة التي أُقيمت في قاعة كاتب وكتاب، وحضرها أساتذة الآثار د. أحمد بدران و د. علاء شاهين وأدارها علاء عبد الهادي، مناقشة كتاب “توت عنخ أمون.. ملك الملوك” تأليف زاهي حواس، والذي أوضح أنه كشف في كتابه أسرار عديدة عن الملك الشاب، من نَسبه وحياته وسبب موته، مؤكدًا أن أبحاثه كشفت أن موت توت عنخ آمون لم يكن بسبب قتله لوجود جرح في رأسه كما أُشيع، موضحًا أنه ليس جرحًا وإنما فتحة تم إحداثها في الرأس أثناء عملية التحنيط؛ لضمان دخول السوائل إلى الجمجمة، مستطردًا أن هذا الأمر حدث مع الملك أحمس الأول أيضًا.
في نفس السياق، لفت “حواس” إلى أن الأبحاث رجّحت أن سبب موت توت عنخ آمون، هو وقوعه من فوق عجلة حربية، مشيرًا إلى أن مصر استعارت لمدة شهرين جهازًا متطورًا من إحدى الشركات العالمية، مختص بالكشف عن الحامض النووي DNA، سيتم استخدامه لإجراء الأبحاث والدراسات حول أسرار موت توت عنخ آمون، لتأكيد ما توصلت إليه الأبحاث التي كشفت عن موته بالوقوع من على عجلة حربية، وكذلك التحقق من إصابة الملك الشاب بالعدوى، وهو ما كشفته بعض الأبحاث مؤخرا.
من جهة أخرى، أردف زاهي حواس أنه بصدد جمع توقيعات من شخصيات ثقافية وأدبية بارزة، للمساهمة في إرجاع بعض قطع الآثار المصرية الشهيرة من الخارج، مثل رأس نفرتيتي الموجودة في ألمانيا وكذلك حجر رشيد، كما طالب بأن يكون هناك برنامجًا تلفزيونيًا ولو لمدة نصف ساعة، يتحدث عن الآثار وكل ما يتعلق بها من معلومات واكتشافات.
في سياق منفصل، أكد “حواس” أن لعنة الفراعنة هي أكذوبة ليس لها أي أساس من الصحة؛ موضحًا أنها أُطلقت وانتشرت بسبب حظر حديث الصحفيين عن الاكتشافات الأثرية في بعض الفترات.
ندوة هاني عازر
وفي القاعة الرئيسية (قاعة جمال حمدان) بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، أُقيم اللقاء الفكري الذي أدارته الإعلامية منة الشرقاوي بحضور المهندس هاني عازر مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية، الذي تحدث عن كواليس إشرافه على إنشاء محطة قطارات برلين في ألمانيا، وكذلك إنشاء عدد من الأنفاق الضخمة في بعض المحافظات المصرية.
في البداية أكد “عازر” أنه بالرغم من عمله لسنوات طويلة في بعض دول العالم، إلا أنه لم ينس مصريته وحياته داخل مصر ومراحل تعليمه فيها، خاصة أثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، لافتًا إلى أنه أثناء عمله بالخارج، كان متأثرًا بالروح المصرية وبكل ما تعلمه وتربى عليه في بلده مصر.
قال إنه عندما تولى مسؤولية إعادة تصميم وإنشاء محطة قطارات برلين، وجد بالمشروع العديد من الأخطاء والمشاكل التي يصعب حلها، موضحًا أنه لم يعبأ بتلك الأخطاء؛ وإنما ركّز عليها لكي يتعلم منها ويتفادى الوقوع فيها، قائلا: “مليش حق إني أحاكم حد”، لافتًا إلى أنه لم يهتم بمحاسبة المسؤولين عن تلك الأخطاء والعيوب في المشروع، مؤكدًا أن الأهم بالنسبة إليه كان التفكير في وضع حلول لتلك المشاكل، مشيرًا إلى أنه طمأن العاملين في المشروع إلى أنه لن يحاسبهم على ما حدث، وإنما عليهم المضي قدمًا في تذليل كل العقبات، قائلاً لهم: “أنا مش جاي أحاسب حد”.
تابع أن مدة تنفيذ المشروع كانت 5 سنوات، وأشار إلى أن المحطة كانت عبارة عن 16 دورًا، مستطردًا أنها كانت خالية من عوامل الأمان الكامل، وتفتقر إلى المواصفات الفنية المطلوبة، مضيفًا أنه أنشأ مجموعة عمل أساسها روح الجماعة والعمل المشترك، وبدأوا بوضع حلول لمشاكل المشروع والعمل على تنفيذها، ثم مع مرور الوقت نجحوا في الخروج بالمشروع بهذا الشكل المشرّف؛ والذي نال عن جهوده فيه جائزة من ألمانيا.
في سياق متصل، أشار هاني عازر إلى أنه عند تكليفه بإنشاء أنفاق ضخمة في محافظتي بور سعيد والإسماعيلية المصريتين، كان الأمر بالغ الصعوبة نظرًا لوجود مياه قناة السويس، وعليهم الحفر بعمق كبير تحت المياه، باستخدام ماكينات حفر عملاقة يبلغ طولها 13 مترًا، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد على إنشاء تلك الأنفاق بأيدٍ مصرية 100%، وهو ما تم بالفعل.
أردف أنه تم إنجاز تلك الأنفاق الضخمة في عام ونصف فقط وهو وقت قياسي، واستُخدمت فيها تكنولوجيا هائلة لجعلها على أعلى المواصفات العالمية، مستطردا أنه بفضل تلك الأنفاق يمكن المرور في قناة السويس؛ بمدة تترواح ما بين 15 إلى 20 دقيقة فقط.
الجدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51 يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، وشخصية المعرض لهذا العام هي المفكر جمال حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900 فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق