كشفت دراسة جينية جديدة أنّ آخر الأعداد التي تجولت على الكوكب من ماموث الصوف عانت من انقراض مروّع ومعزول، حيث قام الباحثون بتحليل الشريط الوراثي (الجينوم) لبقايا ماموث تعود إلى 4 آلاف عام، كانت قد اكتُشفت في جزيرة رانجل Wrangel الروسية الواقعة على ساحل سيبيريا في المحيط القطبي، وقد كانت هذه الماموثات هي الأخيرة من نوعها ويكشف شريطها الوراثي أنّها ربما قُتلت بسبب العزلة.
في أعوامه الأخيرة على الأرض حمل ماموث الصوف على الأرجح سلسلة من الطفرات الجينية المؤذية التي تركته مع عدد كبير من المشاكل التي عجّلت في انقراضه، حيث كشفت جينات ذلك الماموث عن عيوب في التطور العصبي ومشاكل في الخصوبة لدى الذكور وقدرة شم معيوبة.
للتحقق من صحة تلك المعلومات استخدم العلماء بيانات تسلسلات الجينات من الحمض النووي لبقايا الماموث التي عُثر عليها في جزيرة رانجل، وقاموا بمقارنتها مع الحمض النووي المأخوذ من ماموثين قديمين عاشا خلال فترة من الزمن ازدهرت فيها هذه الحيوانات العملاقة، بالإضافة إلى مقارنة ذلك الحمض النووي مع آخر مأخوذ من ثلاثة أفيال آسيوية حديثة.
اكتشف الباحثون أنّه مع تضاؤل أعداد ماموث الصوف ساهم تزاوج الأقارب ونقصان التنوع الجيني على الأرجح بظهور طفرات جيناتهم، فقد أدى ذلك إلى تشكيل حلقة مفرغة حيث جعلت الأعداد المنخفضة عملية استعادة مجموعة الجينات الأصلية أمراً صعباً، وبالنتيجة صعّب ذلك الاستمرار والتعافي على النوع ككل وكانت النهاية المروّعة لتلك الوحوش الهائلة مسألة وقت ليس إلّا.
تتوافق الاكتشافات الجديدة مع دراسة سابقة حددت الطفرات في الحمض النووي لماموث جزيرة رانجل، لكن هذه المرة الأولى التي كان العلماء فيها قادرين على تجميع صورة واضحة لما فعلته هذه الطفرات فعلياً بالماموث.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق