لأنك يجب أن تتأمل معي!


موضوع تأمل معي

من الصعب أن نفنّد وننقد كل السيئين من حولنا. من غير السهل أن تقف كصخرة دفاع ضد كل من يزيف ويخلط المفاهيم ويؤول على حساب نصرة موقفه المُسبق وعقائده الجاهزة. من الصعب أن تشير إلى السلبيين السيئين وتنقدهم على الدوام. صعب جداً أن تفعل ذلك مرة، فكيف يمكنك أن تستمر بفعله لمرات؟!

إلا أن البديل السهل موجود أيضاً، وهو أن نقوم بالإشارة إلى الناس الطيبين، ونرفعهم إلى الأعلى كي يراهم الجميع أكثر. فأفضل طريقة لنقد المسيرة الخاطئة، هو أن تشير وتروّج للمسيرة الصحيحة المُحقة. وعندما نتحدث عن الكلام الجميل والأسلوب السلس، فنحن أمام الجانب المضيء من موقع يوتيوب، ونحن أمام الدكتور الجميل نضال قسوم.

من خصائص أصحاب القنوات في موقع يوتيوب أنهم يتبنون نوعية خطاب “توصوية” إن صح التعبير. وهي أن المحاضر في الفيديو يريد أن يقنعك أن كلامه فقط هو الصحيح وأن مَن عداه هم المخطئون السيئون الأشرار المتربصون بك. لذلك فقط خذ مني واسمعني أنا فقط، واترك الجميع وتجاهلهم ولا تسمعهم.

يخالف الدكتور نضال هذا النمط تماماً، إذ يتجلى ذلك في العنوان الجميل لحلقاته، ألا وهو “تأمّل معي”! بمعنى أنه لا فارق بين المحاضر وبين المشاهد، على العكس، الدكتور يدعوك لأن تكسر المسافة والحواجز، وأن تجلس بجانبه، وتتأمل فقط ما يطرح ويرى!

توصية! لا لا. اسمعني واترك الآخرين! لا لا. أنا فقط أفهم وغيري لا يفهمون! لا لا.

إنما ماذا؟ إنما تعال إلى جانبي، وتأمل معي! ربما قد تقتنع وربما لا. لا يدعوك الدكتور لأشياء كثيرة صعبة، ولا يحاول تعويم نفسه بأنه أفضل من الآخرين وأنه صاحب الحقيقة المطلقة، إنما فقط يقول لك، تأمّل معي! وأعتقد أن هذه النقطة المميزة به. فأسلوبه لطيف. هادئ غير منفعل. غير مقصي لأحد ولا ناقد حاد لأحد.

أخيراً وليس آخراً، رغم أني كنت لا أريد أن أذكر هذه الفقرة لكن لا بد من قولها، وهو أن الدكتور لم يضيع وقتاً كثيراً في الحديث عن المواضيع الجدلية الرائجة في اليوتيوب حالياً، من نمط الدين والتطور والخلقية… الخ. رغم أنه أبدى رأياً في كل موضوع في عدة فيديوهات سابقة، إلا أنه لم يبقَ بها كثيراً ويحاول الإقناع والتوجيه كما يفعل البقية. فقط أبدى رأياً موضحاً بالأدلة ثم مضى، ترك الموضوع وانصرف لمناقشة مواضيع أخرى جميلة.

عكس البعض حالياً، الذين تراهم يستغلون هذه المواضيع حصراً، فقط من أجل خلق الجدل، وتحقيق المشاهدات، وافتعال المشاكل هنا وهناك. لا سيما أن نظام مواقع التواصل يرى في الجدل مجرد “ترافيك” يُجنى من وراءه الأرباح. فلا بد من حدوثه!

في النهاية، أريد أن أقول أنّه ينبغي للإنسان أن يتأمل أحياناً، لكن عندما يكون موضوع التأمل هو ما يطرحه الدكتور قسوم، فنحذف عندها كلمة ينبغي ونضع كلمة يجب! إذ يصبح التأمل فعلاً واجباً وليس فقط نصيحة عابرة يجب تطبيقها.

وكما قلنا في البداية، أفضل ما نفعله بدل أن ننقد السيئين ونقف صخرة دفاع بوجه المزيفين العنصريين، هو أن نشير إلى الطيبين ونحاول أن ننشر ما يفعلونه ويطرحونه. وعندما نتحدث عن هذا الجانب المضيء، فنحن أما الدكتور نضال قسوم.

لذلك، اترك كل ما في يدك الآن عزيزي القارئ، وتأمّل معي!

مجانا  .

المطور : أراجيك.   النوع : مجهول .
+3

 !  يتوافق هذا الموضوع مع جميع أجهزة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تطبيقات مشابهة قد تعجبك :

المشاركات الشائعة