في الواقع، يمكن إرجاع تاريخ المسرح إلى عصر القدماء المصريين، بدليل وجود البدايات الموثقة للنقوش الموجودة في المعابد الفرعونية، والتي تظهر قيام الفراعنة بتقديم عروضًا مسرحية في ساحات المعابد، كما الطقوس الجنائزيّة بمصر القديمة حفلت بطيف من الدراما والنص الحواري. ويُعد النص الهيروغليفي انتصار حورس الذي وجد منشوقًا من أيام عهد بطليموس التاسع عام 88 ق.م على جدران مبعد إدفو، أقدم نص مسرحي عرفته الحضارة الإنسانية في التاريخ.
روائع المسرح العالمى
وقد والت المحافل الثقافية المصرية المصرية بأهمية خاصة خلال فترة الحكم الناصري ومشروعه التثقيفي، صدر العدد الأول من سلسلة “روائع المسرح العالمى” عن وزارة الثقافة والإرشاد القومى عام 1959، واستمرت حتى عام 1966 وقبل أن تتوقف صدرت سلسلة “مسرحيات عالمية” لتكمل نفس الدور، وواصلت وزارة الثقافة المصرية الاهتمام بالمسرح العالمى وتقديمه لجمهور المسرح حتى تسعينات القرن الماضى، حيث صدرت سلسلة “مسرحيات مختارة” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى القطع الصغير “كتاب الجيب”، ثم عادت لتصدر سلسلة “روائع المسرح العالمى” لكن بشكل غير منتظم.
- نرشح لك قراءة: بعض من أفضل القصص المسرحية على الإطلاق
غير أن الأهتمام بالمسرح العالمي وترجمة وتعريب نصوصه ثلاشى تدريجيًا فيما بعد، وقلت الحركة المسرحية في العموم فقلت الكتابة وترجمة النصوص المسرحية، إلى أن قامت مؤخرًا الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة بإعادة تقديم سلسلة “روائع المسرح العالمى” من خلال إعادة طباعة ونشر 50 عدد من عيون الثراث المسرحي العالمي، التي قام بتأليفها رموز كبار الكتاب المسرحيين، أمثال: (برتولد بريخت، غوته، موليير، برنارد شو، جان بول سارتر، أرثر ميلر، بيتر هاندكه)؛ بهدف إثراء المكتبة العربية فكريًا وآدبيًا، وتدعيم تنمية حركة المسرح والوعي الفني به.
- نرشح لك قراءة: بيتر هاندكه ليس الوحيد: سقطات أخرى لنوبل!
وعن هذا يقول “جرجس شكري” المشرف العام على السلسلة، ومدير النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة:
«لقد راودتني الفكرة منذ سنوات، وظلت حلمًا إلى أن وجدت الفرصة سانحة من خلال مشروع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة، لاستعادة قبس من عصر النهضة، ولاقت الفكرة الاستحسان والتشجيع من الجميع.
وفكرت في البداية في تقديم سلسلتي روائع المسرح ومسرحيات عالمية كاملتين وفقًا للتسلسل الزمني، ولكن الفكرة تبلورت على أرض الواقع لتقديم خمسين عنونًا على الأقل في هذه الفترة.
إذا وجدنا صعوبة في الالتزام بالتسلسل لأسباب منها صعوبة الوصول إلى بعض المترجمين أو الورثة بعد أن تقطعت السبل بينهم وبين الواقع الثقافي، بالإضافة إلى استبعاد النصوص التي تم ترجمتها عن لغة وسيطة، إذ ترجمت فيما بعد عن اللغات الأصلية».
من بين الإصدارات: النص المسرحي “مركب بلا صياد” تأليف الشاعرالإسبانى “أليخاندرو كاسونا”، وهي من ترجمة الدكتور محمود علي مكي، وهي مسرحية من ثلاثة فصول، صدرت فى 25 أغسطس عام 1945، وعُرضت مسرحيًا لأول مرة بالأرجنتين فى عام صدورها، ثم قُدّمت سينمائيًا لأول مرة عام 1950 فى الأرجنتين أيضًا.
إلى جانب مسرحية “الأشجار تموت واقفة”، وهي أيضًا من تأليف “أليخاندرو كاسونا، وقام بترجمتها الدكتور محمود علي مكي، وهي من ثلاثة فصول،كتبت عام 1949، تأكد فكرتها على الإرادة، وأن وجود الأحلام أمر مهم، لكن وجود قدميك على الأرض أيضًا. فالتوازن بين الحلم والواقع أمرًا رائع، حتى لا ينساق الفرد بنفسه للوهم الجميل بدلًا مقاومة الواقع التعيس.
- نرشح لك قراءة: مسرحيات ساهمت في تطور تاريخ الإنسانية
وهناك أعمالًا مسرحية صدرت من ترجمة “سعد مكاوي” منها: “بيكيت أو شرف الله” من تأليف الكاتب الفرنسي “جان أنوي”، أحداثها مستلهمة من واقعة اغتيال رئيس أساقفة كانتربيرى توماس بيكيت بالكنيسة فى 29 ديسمبر عام 1170. قُدِّمَت لأول مرة بباريس عام 1959، ونالت ثلاثة من جوائز التونى الأمريكية بعد عرضها فى نيويورك بأحد مسارح برودواى عام 1960.
من أعمال الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني “برتولد بريخت”، التي قدمها إلى العربية “عبدالغفار مكاوي”، مسرحتي “الاستثناء والقاعدة” و”محاكمة لوكولوس”.
وقد قامت مجلة أراجيك بجمع اسماء الـ 50 إصدار ضمن سلسلة “روائع المسرح العالمي” للتسهيل على القارئ المهتم بالنصوص المسرحية، وإلمامه بعناوينها واسماء مبدعيها الكتاب والمترجمين والمعربين لها.
القائمة الكاملة لسلسلة روائع المسرح العالمي:
سلسلة روائع المسرح العالمي |
|||
م | المسرحية | تأليف | ترجمة وتعريف |
1 | مركب بلا صياد | الشاعرالإسبانى “أليخاندرو كاسونا”. | محمود علي مكي |
2 | الأشجار تموت واقفة | الشاعرالإسبانى “أليخاندرو كاسونا”. | محمود علي مكي |
3 | بيت برناردا ألبا | الكاتب والشاعر الإسباني “فيدريكو جارثيا لوركا”. | محمود علي مكي |
4 | هي وعشاقها | الكاتب السويسري الألماني “فريدريش دورينمات”. | أنيس منصور |
5 | أمير الأراضي البور | الكاتب المسرحي والسويسري “ماكس فريش”. | أنيس منصور |
6 | زيارة السيدة العجوز | الكاتب السويسري “فريدريش دورينمات”. | مصطفى ماهر (وتقديمه أيضًا) |
7 | نزوة العاشق | الأديب الألماني “يوهان فولفجانج جوته”. | مصطفى ماهر (وتقديمه أيضًا) |
8 | بيدرمن ومشعلو الحرائق | الكاتب المسرحي والروائي “ماكس فريش”. | مصطفى ماهر (وتقديمه أيضًا) |
9 | كسبار | الحائز على نوبل 2019 “بيتر هاندكه”. | مصطفى ماهر (وتقديمه أيضًا) |
10 | مينافون بارنهلم | الكاتب، والفيلسوف الألماني “جونهولد أفرايم ليسنج”. | مصطفى ماهر (وتقديمه أيضًا) |
11 | بيكيت أو شرف الله | الكاتب الفرنسي “جان آنوي”. | سعد مكاوي |
12 | القرد الكثيف الشعر | الكاتب المسرحى الأمريكى الحاصل على جائزة نوبل في الآداب “يوجين أونيل“. | جلال العشري |
13 | الإله الكبير براون | الكاتب المسرحى الأمريكى الحاصل على جائزة نوبل في الآداب “يوجين أونيل“. | جلال العشري |
14 | عندما تعمى البصيرة أو مالاتستا | الكاتب المسرحي والأكاديمي فرنسي “هنري دي مونترلان”. | وحيد النقاش |
15 | سيرانو دي برجراك | الشاعر والروائي والمسرحي الفرنسي “أدمون روستان”. | عباس حافظ |
16 | بلياس وميليزاند | الشاعر والكاتب المسرحي البلجيكي “موريس ماترلنك”. | محمد غنيمي هلال |
17 | بينيلوبي | الروائي والكاتب المسرحي الإنجليزي “سومرست موم“. | مفيد الشوباشي |
18 | الجنوب | الكاتب الأمريكي “جوليان جرين”. | عبد الفتاح الديدي |
19 | جونو والطاووس | المناضل والمسرحي الأيرلندى “جون أوكيزي”. | علي جمال الدين عزت |
20 | ديدري فتاة الأحزان | الشاعر الأيرلندى “جون ميلنجتون سينج”، وقد رحل قبل أتمامها، لينجزها صديقه الشاعر “ويليام بتلر ييتس“. | علي جمال الدين عزت |
21 | السيد بونتيلا وتابعه ماتي | الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني “برتولد بريخت”. | عبد الغفار مكاوي |
22 | الاستثناء والقاعدة ومحاكمة لوكولوس | الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني “برتولد بريخت”. | عبد الغفار مكاوي |
23 | أوبرا ماهاجوني | الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني “برتولد بريخت”. | عبد الغفار مكاوي |
24 | ثلاث مسرحيات | الشاعر الألماني “جورج بوشنر”. | عبد الغفار مكاوي |
25 | تاسو | الكاتب الألماني المتميز “يوهان فولفجانج جوته”. | عبد الغفار مكاوي |
26 | اللعبة الغادرة | الأديب البريطاني “جون جالزورذي” | شوقي السكري (وتقديمه أيضًا) |
27 | المنافق أو طرطوف | الشاعر الفرنسى “موليير“. | فايزة هيكل ومحمد عبد الحليم |
28 | الحب الحرام أو المدنسة | الكاتب المسرحي والأديب الإسباني “خاثينتو بيناينتي”. | عطية هيكل |
29 | مارا صاد | الكاتب والرسام الألماني “بيتر فايس”. | يسري خميس |
30 | انترمتزو أو بين بين | الكاتب والديبلوماسي الفرنسي “جان جيرودو”. | حمادة إبراهيم |
31 | جزاء خدماتهم | الروائي والكاتب المسرحي الإنجليزي “سومرست موم“. | عزيز متري عبد الملك |
32 | قطة فوق سطح صفيح ساخن
|
الكاتب الامريكى “تنيسي وليامز”. | محمد سمير عبد الحميد |
33 | هبوط أورفيوس | الكاتب الامريكى “تنيسي وليامز”. | محمد سمير عبد الحميد |
34 | عربة اسمها الرغبة | الكاتب الامريكى “تنيسي وليامز”. | عزيز متري عبد الملك |
35 | الدائرة | الروائي والكاتب المسرحي الإنجليزي “سومرست موم“. | عزيز متري عبد الملك |
36 | القيثارة الحديدية | الكاتب المسرحي والممثل الأيرلندي والبريطاني “جوزيف أوكونور”. | عزيز متري عبد الملك |
37 | بعد السقوط | الكاتب والروائي والمسرحي الأمريكي “أرثر ميلر“. | علي شلش |
38 | كاليجولا | الفيلسوف الوجودي والكاتب المسرحي والروائي الفرنسي “ألبير كامي“. | رمسيس يونان |
39 | الإنسان والسلاح | الكاتب المسرحي البريطاني الأيرلاندي الأصل “برنارد شو“. | فؤاد دواررة |
40 | الذباب | الفيلسوف والروائي والكاتب المسرحي الفرنسي “جان بول سارتر“. | محمد القصاص |
41 | الغربان | المحامي والشاعر الأمريكي “هنري بيك”. | محمد القصاص |
42 | سبع مسرحيات | الكاتب المسرحى الأمريكى الحاصل على جائزة نوبل في الآداب “يوجين أونيل“. | نعيم عطية |
43 | جسر أرتا | الكاتب اليوناني “جورج ثيوتوكا”. | نعيم عطية |
44 | زواج فيجارو | الكاتب المسرحي الفرنسي “بومارشيه”. | فتوح نشاطي |
45 | أربع مسرحيات
(الفرس – المستجيرات – السبعة ضد طيبة – بروميثوس في الأغلال) |
الروائي المسرحي التراجيدي اليوناني “اسخيليوس”، والملقب بأبو المسرح اليوناني. | إبراهيم سكر |
46 | مروحة ليدي وندرمير | المؤلف المسرحي والروائي والشاعر الأنجليزي “أوسكار وايلد“. | عباس يونس |
47 | عدو البشر | المؤلف المسرحي الفرنسي “موليير“. | محمد غنيمي هلال |
48 | سوء التفاهم | الكاتب المسرحي الوروائي الفرنسي “ألبير كامي“. | سامية أسعد |
49 | الجوع والعطش | مؤلف المسرحي الروماني-فرنسي “أوجين يونسكو”. | سامية أسعد |
50 | رجل الله | الفيلسوف الفرنسي والكاتب المسرحي “جابرييل مارسيل“. | فؤاد كامل |
كانت هذه الأعمال المسرحية والتي تعد من عيون المسرح العالمي، قد صدرت من قبل منذ انطلاق السلسلة عام 1959، ضمن مشروعات وزارة الثقافة والإرشاد القومي بعد قيام ثورة يوليو 1952، ثم سلسلة مسرحيات عالمية بعد أن تغير اسمها عام 1962، ليقوم الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة، والتي التزمت بإعادة طباعة المسرحيات وبتقديمها كما هي، مصحوبة بالمقدمات والدراسات الوافية دون حذف أو إضافة، في محاولة لاستعادة روح زمن النهضة والازدهار المسرحي، وتقديمه للقارئ من خلال هذه النصوص.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق