تحتوي المقالة على حرق لأحداث الموسم الأخير من المسلسل
رغم وجود ذلك الكم الهائل من الأسلحة والقذائف وسحر إله الضياء والتناين وجيوش الدوثراكي والأطهار التي عبرت البحر الضيق لتقف مع سكان الشمال في حربهم مع المشاة البيض (الوايت ووكرز)، التي احتوت عليها الحلقة الثالثة من الموسم الثامن والأخير من مسلسل “صراع العروش”، تنتهي الليلة الطويلة بخنجر واحد، تغرسه آريا في جسد النايت كينج!
ورغم التقيمات السلبية للحلقة، والنهاية غير المتوقعة التي أثارت حفيظة الكثيرين، خاصة وأنها جاءت بيد آريا وليس جون سنو أو دنيريس المتوقع أن يصبح إحداهما “الأزور آهاي” كما أوضحت ميليساندرا، إلا أنه لا يوجد مانع في العودة إلى الوراء لاسترجاع تاريخ ذلك الخنجر/خنجر آريا الذي ساهم في صناعة العديد من الأحداث الهامة أو ما يمكن أن يُطلق عليه نقاط تحول خلال أحداث المسلسل.
أقرأ أيضًا: تريلر الحلقة الثالثة من الموسم الثامن لمسلسل لعبة العروش!
“مخلب القط”
ظهر الخنجر الذي عُرف على صفحات الروايات التي كتبها جورج ر. ر. مارتن باسم “مخلب القط” لأول مرة خلال أحداث المسلسل عندما حاول قاتل مأجور اغتيال بران، الذي سقط في غيبوية بعد حادثة سقوطه من البرج، وذلك خلال أحداث الحلقة الثانية من الموسم الأول، فيتم إشعال حريق في الجانب الآخر من القلعة لإلهاء الجميع حتى يتثنى للقاتل التسلسل لحجرة بران وقتله، إلا أنه يفاجأ بوجود كاتلين ستارك إلى جوار فراشه، ليبادرها القاتل قائلاً: “إنها رحمة، هو ميت بالفعل”، لينخرط بعدها الثنائي، كاتلين والقاتل، في قتال تحاول فيه الأم الإمساك بالخنجر الذي أراد به القاتل طعن ابنها؛ فتُمسك كاتلين نصل الخنجر بيديها العاريتين، قبل أن يتدخل سمر، ذئب بران الرهيب، ويغرز أسنانه في حلق القاتل، لينهي ليلة القتل تلك.
اجتماع في آيكة الآلهة
بدأت كاتلين ستارك تشك أن سقوط ابنها من البرج مرتبطًا بمحاولة اغتياله، لتبدأ كاتلين بعد زيارة البرج وعثورها على شعرة ذهبية بعقد اجتماع سرى في آيكة الآلهة أسفل شجرة القلوب لهؤلاء ممن وثقت بهم، روب ستارك، ثيون حريجوي، سير رودريك كاسيل، والمايستر لوين، لمناقشة معهم شكوكها؛ فتعتقد كاتلين أن بران تم إلقاؤه من البرج لأنه رأى شيئًا ما كان عليه رؤيته، وترجح أن الفاعل هم آل لانستير، خاصة مع وجود مزاعم تشكك بولائهم للعرش.
يُؤكد المايستر لوين على كلام كاتلين مشيرًا إلى أن بران المعروف عنه دأبه التسلق لطالما كان واثق الخطى فلا يمكن أن تكون قد زلت قدمه، ويُشير السير رودريك كاسيل، قيم السلاح في قلعة ونترفيل، إلى حقيقة أخرى، وهي أن الخنجر أفضل وأثمن من أن يقتنيه قاتل مأجور، فالنصل مصنوع من الصلب الفاليري بينما المقبض من عظام التنين، وهو ما يعني أن شخصًا قد أعطاه إياه.
أمام تلك المعلومات تشتعل غضبة روب ويعلن أن ما فعله آل لانستر هو بمثابة إعلان للحرب على آل ستارك، ويؤازره ثيون مؤكدًا أنه سيسانده إذا اشتعلت الحرب، إلا أن المايستر لوين يتدخل قائلاً أن الحديث عن الحرب قد يتحول إلى حرب بالفعل، وأنهم ليسوا متأكدين بعد من الحقيقة، ويقترح أن تسافر كاتلين بنفسها إلى كينجز لاندنج لتضع المعلومات التي لديها بين يدي نيد، فلا يمكن ائتمان غراب على رسالة من ذلك النوع، لتنتطلق بعدها كاتلين متخفية بصحبة السير رودريك كاسيل إلى كينجيز لاندج ومعها الخنجر.
أكاذيب بيتر بايليش
عندما تصل كاتلين بصحبة السير رودريك كاسيل إلى كينجز لاندنج تتوجه إلى صديق طفولتها اللورد بيتر بايليش “الإصبع الصغير”، والذي يخبرها أنه امتلك الخنجر لفترة من الوقت، قبل أن يخسره في دورة المبارايات إلى تريون لانستر في رهان على مباراة بين جيمي لانستر ولوراس تايريل، تغلب فيها لوراس على جيمي شقيق تريون؛ وهي بالطبع كذبة ابتلعها آل ستارك.
عند مناقشة أمر الخنجر مع إدراد ستارك، يوضح بيليش لكل من نيد وكاتلين أن الخنجر وحده ليس كاف لإثبات أن آل لانستر وراء محاول اغتيال بران، وينصح نيد بالتخلص من الخنجر، إلا أنه في مشهد لاحق نجد نيد الذي كان آنذاك يد للملك محتفظًا بالخنجر في مكتبه، ويظهر ذلك في مشهد تضمن محادثة محورية بين نيد والإصبع الصغير حول ما يجب القيام به فيما يتعلق بخط الخلافة بعد وفاة الملك روبرت.
في طريق عودتها من كينجز لاندنج إلى موطنها تاركة مسألة الخنجر بيد نيد، تلتقي كاتلين بتريون في خان قصدته من أجل الراحة وتناول الطعام، وبسبب اعتقادها أنه وراء محاول اغتيال ابنها تقوم بأسره واقتياده إلى “العش” مقر عائلة أختها لايسا آرين، وهناك يستطيع تريون الخلاص والنجاة بحياته عن طريق محاكمة بالقتال تقرر فيها الآلهة إن كان بريئًا أم مذنبًا، ويفوز فيها عنه برون، ورغم ذلك يُقسم تريون لكاتلين أنه لم يمتلك ذلك الخنجر يومًا، كما أنه لا يمكن له الرهان ضد أخيه.
مع الآسف، تكون تلك الفعلة هي بداية الحرب في الممالك السبع، فحين يعلم اللورد تايون لانستر باختطاف كاتلين لابنه يرسل السير جريجور كلاجين “الجبل” لإشعال النيران في أراض النهر والتنكيل بأهلها، انتقامًا من كاتلين بإحراق موطن عائلتها من آل تالي، الأمر الذي يجعل نيد يُصدر أمرًا باستدعاء تايون إلى كينجز لاندنج لاستجوابه عما فعله حامل رايته الجبل كلاجين، وهو ما يؤدي إلى تأزم العلاقة بين عائلتي ستارك ولانستر.
بعكس المسلسل يظهر الخنجر في مواضع أخرى من سلسلة الروايات التي كتبها ر. ر. مارتن، فعلى صفحات الكتاب الأول من سلسلة “أغنية الجليد والنار” والذي يحمل عنوان “صراع العروش” يتمنطق نيد الخنجر في لقاء آخر جمعه بالإصبع الصغير بعد عودة روبرت جريحًا من رحلة صيده، إذ يخبر الإصبع الصغير نيد بأهمية أن يقوم بدعم أبناء روبرت من أجل استلام السلطة بعد وفاة أبيهم، إلا أن نيد يُذكره بالرجال الذي قام آل لانستر بإزهاق أرواحهم، ثم يضع الخنجر أمام ناظره مُذكرًا إياه بما حدث لبران، وبعد وفاة روبرت حين يدخل نيد قاعة العرش ليجد جوفري جالسًا على العرش وإلى جواره أمه، سيرسي لانستر، ومحاطًا برجال المعاطف الذهبية، ينكر نيد حق أبنائها للمطالبة بالعرش بناءً على وصية روبرت، وأثناء القتال بين رجاله ورجال المعاطف الذهبية يسحب الإصبع الصغير الخنجر الفاليري الذي وضعه نيد حول خصرة ويضع نصله على رقبته، لينتهي نيد في زنازين الرد كيب ولاحقًا وقد علقت رأسه على أسواره.
المزيد عن الخنجر في عالم “أغنية الجليد والنار”
في الكتاب الثاني من سلسلة “أغنية الجليد والنار” والذي يحمل عنوان “صدام الملوك”، يستدعي تيريون لانستر القائم آنذاك بأعمال يد الملك بيتر بايليش لمواجته بمسألة الخنجر، فينتظر بايليش تيريون في غرفته في برج اليد حيث يقدم الإصبع الصغير الخنجر لتريون كهدية، الأمر الذي يجعل تيريون يدرك أن بيليش يعرف أن تيريون على علم بحقيقة كذبه على آل ستارك.
وفي مكان آخر من عالم “أغنية الجليد والنار” في زنزانته بريفررن، يعترف جيمي لانستر لكاتلين بأنه من ألقى بران من البرج بونترفيل، إلا أنه ينفي اتهام كاتلين له بأنه استأجر لاحقًا قاتلاً لاغتيال بران، ويصر على أن تيريون لا يمكن أن يراهن أبدًا ضده، وهو ما يتناقض مع ادعاء بايليش بأن تيريون فاز بالخنجر بالمراهنة على لوراس تيريل بدلاً من جايمي، ويشير جايمي أنه يتذكر كيف أخذ الخنجر يتنقل من يد إلى أخرى، فيوضح لكاتلين أن الملك روبرت قد عرضه وهو مخمور في دورة المبارايات تلك.
في الكتاب الثالث “عاصفة السيوف”، أثناء عرض تايون على تريون السيفين الجديدين اللذين تم صناعتهما من سيف نيد ستارك، وقد حصل لاحقًا جوفري على إحديهما ومنحه اسم “عويل الأرامل”، بينما حظي جايمي بالآخر وأطلقت بريان عليه اسم “حافظ العهد”، يخبر تايون تيريون أن الملك روبرت كان لديه مائة خنجر في مخزن الأسلحة، لكن السكين الوحيد الذي لطالما استخدمه كان سكين صيد حصل عليه في شبابه من اللورد جون آرين.
وفي حفل زفاف جوفري بعد تلقيه “عويل الأرامل” كهدية زفاف من اللورد تايون، يدعي الملك جوفري أنه “ليس غريبًا على الصلب الفاليري”، ويخلص تيريون وقتها إلى أن جوفري كان وراء محاولة اغتيال بران مستنتجًا أن الأمير آنذاك قد أخذ خنجر الذي نسيه روبرت بعد الفوز به من بايليش في دورة المباريات، من عربة الأسلحة التي جاءت في ركب الملك إلى ونترفيل، ومن ثم أعطاه للقاتل الذي استأجره في ونترفيل، وبعد وفاة جوفري في حفل زفافه الملكي، يناقش كل من جايمي وسيرسي مسألة محاولة اغتيال بران، ويخلص جايمي إلى أن جوفري حاول قتل بران لاعتقاد أخرق منه أنه ربما بذلك قد يثير إعجاب روبرت، ولاحقًا عندما يحرر جايمي تيريون من زنزانته في الريد كيب، يتفق الأخوان على أن جوفري هو من كان مسؤولاً عن محاول الاغتيال تلك.
أقرأ أيضًا: “حرملك”.. استعراض تاريخ أم كيد جواري على غرار “حريم السلطان”؟!
سام وكتب “القلعة”
خلال أحداث الموسم السابع من مسلسل “صراع العروش”، يجلس سامويل تارلي في حجرته بالقلعة بأولد تاون ليقرأ كتابًا عن (الليلة الطويلة)، حيث النصر القديم على المشاة البيض (الوايت ووكرز)، وأثناء مطالعته الكتاب يحدث أن يتوقف سام عند صفحة تحمل رسمًا لخنجر مشابه للخنجر الفاليري المعروف بـ”مخلب القط”، وإلى جواره شرح تفصيلي لاستخدامات زجاج التنين في صناعة الأسلحة، وهو ما يجعله يُشير على جون سنو لاحقًا بأهمية استخراج زجاج التنين من المنجم بدراجونستون استعدادًا لمعركة الشمال مع النايت كينج وجيشه.
“الفوضى سلم” ..
في ونترفيل خلال أحداث الموسم السابع، يجلس الإصبع الصغير مع بران في حجرته حيث يُظهر الخنجر أمام بران مُدعيًا أن آخر رجل استخدمه كان القاتل الذي حاول أن اغتيال بران بعد سقوطه من البرج، ثم يقدم بايليش الخنجر كهدية لبران وهو يعرض أن يفعل “أي شيء” لمساعدة آخر وريث ذكر لعائلة ستارك، إلا أن بران يُبدي عدم اهتمام بهدية بايليش أو وعوده الفارغة، ويجيبه قائلاً باعتباره الغراب ذي الثلاث أعين “الفوضى سلم”، وهي جملة استخدمها بايليش في حديث سابق له مع فاريس في قاعة العرش بكينجز لاندنج خلال أحداث الموسم الأول، وكأن بران اراد إخبار بيليش من وراء ترديده لتلك الجمله معرفته بأنه هو من أرسل القاتل لاغتياله لاشعال حرب بين آل ستارك وآل لانستر، ليتمكن هو من القفز على السلطة.
يقوم بران في مشهد لاحق بتسليم الخنجر إلى أخته آريا أسفل شجرة القلوب بآيكة الآلهة، مُدعيًا أنه هدية من بايليش ولكنه ليس بحاجة إليه، إلا أن بران باعتباره الغراب ذي الثلاث أعين ربما عرف ما ستفعله آريا بذلك الخنجر، إذ تستخدم آريا الخنجر لإعدام بيتر بايليش، بعد أن تواجهه سانسا بكل جرائمة على الملأ أمام لوردات الشمال وسادة العش في القاعة الكبرى بقلعة ونترفيل.
الخنجر والليلة الطويلة
ربما كان بران _ باعتباره الغراب ذي الثلاث أعين_ كان على علم بما ستفعله آريا أيضًا بالخنجر خلال الليلة الطويلة، وهو ما جعله يعطيها إياه في المقام الأول، ليس فقط للخلاص من بايليش، فبعد لقاء يجمع بين آريا وميليساندرا داخل القاعة الكبرى لقلعة ونترفيل أثناء المعركة، تُذكرها الأخيرة باللقاء الأول بينهما حين أخبرتها أنها رأت ظلمة بداخلها، وأنها ستغلق الكثير من العيون، عيون بنية وزرقاء وخضراء، وحين تعتقد آريا أن الموتى الأحياء هم من يجب أن تقاتل، تردد ميليساندرا على مسامعها كلمات سيريو فوريل حول ما تقوله لإله الموت، لتجيبها آريا “ليس اليوم” وقد فهمت المغزى من الكلمات، لتنطلق إلى آيكة الآلهة حيث شجرة القلوب الذي جلس بران أسفلها في انتظار النايت كينج، وبهدوء المياه الراكده تتجاوز قوات الأخير وتهاجمه، ورغم إمساك النايت كينج بها إلا أنها تنجح في النهاية بغرس الخنجر في جسده، ليتحول إلى زجاج متناثر، ويسقط معه جيشه.
أقرأ أيضًا: “بدل الحدوتة تلاتة”.. “دنيا سمير غانم” تقدم ثلاثة مسلسلاتٍ في رمضان!
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق