تشير دراسة جديدة إلى أنّ صيادي سيبيريا القدماء صنعوا قدور مقاومة للحرارة لكي يتمكنوا من طهي وجبات ساخنة، وذلك للنجاة من أقسى فصول العصر الجليدي من خلال استخراج لب ودهون العظم المُغذية من اللحم، كما تشير هذه الدراسة التي أُجريت في جامعة نيويورك إلى عدم وجود نقطة منشأ واحدة لأقدم صناعة فخّار في العالم.
استخرج العلماء وحللوا دهون وشحوم قديمة كانت محفوظة في قطع من قدور فخّارية وُجدت في عدة مواقع في نهر آمور Amur في روسيا، والتي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 16 ألف و12 ألف عام مضت، ووفقاً للبروفيسور أوليفر كريغ Oliver Craig فإنّ هذه الدراسة توضح الإمكانات المثيرة لطرق جديدة في العلوم الأثرية، فمن المثير للاهتمام أن تنشأ صناعة الفخار خلال الفترات الباردة وليس خلال فترات الدفء عند توفر موارد الغابات كالمكسرات وغيرها.
قام الباحثون أيضاً بتحليل أعمال فخارية من حضارة أوسيبوفكا Osipovka على ذات النهر، فأثبتت التحاليل أنّ تلك الفخاريات كانت قد استخدمت لطهي الأسماك كالسلمون المهاجر على الأغلب، مما وفر مصدر غذاء بديل للصيادين المحليين خلال فترات تقلّب المناخ الرئيسية، وقد تم التعرف على سيناريو مطابق من قبل نفس المجموعة البحثيّة في الجزر اليابانية المتجاورة.
تثبت الدراسة الجديدة أنّ أقدم قدور الطبخ الفخارية كانت تصنع بطرق مختلفة جداً في أجزاء مختلفة من شمال شرق آسيا، مشيرةً إلى عملية متوازية من الابتكار حيث أنّ مجموعات منفصلة لا يوجد تواصل بينها بدأت بالتحرك نحو نفس النوع من الحلول التقنية في سبيل النجاة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق