وفقاً للعلماء فإنّ نيازك صغيرة لا تتعدى حجم حبات الرمل قد تحمل أدلة جديدة حول الغلاف الجوي على الأرض القديمة، حيث تشير هذه النيازك الميكروية التي عُثر عليها في التربة القديمة إلى أنّ ثنائي أكسيد الكربون شكّل 25 إلى 50 بالمئة من الغلاف الجوي للأرض قبل 2.7 مليار عام، وأنّ الضغط على مستوى البحر ربما كان أقل مما هو عليه اليوم.
ذابت النيازك أثناء عبورها الغلاف الجوي وأُكسدت عند مواجهتها للغازات الجوية حيث بقيت آثار الأكسدة على القطع الصغيرة التي حطت على الأرض، ووفقاً للعلماء فإنّ هذه العينات تُشكل بوابة فريدة على الظروف في الغلاف الجوي العلوي، وقد بُنيت الدراسة الجديدة على دراسات سابقة للنيازك الميكروية تشير إلى أنّ جزيئات الأوكسجين الحر في الغلاف الجوي العلوي أكسدت النيازك.
تتطلب تلك النتائج أن تكون مستويات الأوكسجين على الأرض القديمة قريبة مما هي عليه اليوم، وهو استنتاج مُفاجئ يتعارض مع الظروف المتوقعة على الكوكب الفتي، لذلك أجرى الباحثون تحليلات جديدة باستخدام نماذج مناخيّة وضوئية كيميائية، وحددوا ثنائي أكسيد الكربون لا الأوكسجين والذي من المحتمل أن يكون المؤكسد الرئيسي، ولكي يكون ذلك ممكناً وجدوا أنّ نسبة ثنائي أوكسيد الكربون يجب أن تشكل 25 بالمئة على الأقل من الغلاف الجوي.
تلك المستويات من ثنائي أوكسيد الكربون ستشير إلى كوكب حار لكنّ الأدلة المناخية الأخرى تجد أنّ الأرض كانت باردة في ذلك الوقت ومغطاة جزئياً بالكتل الجليدية، بالتالي فقط مستويات نيتروجين أقل ينتج عنها ضغط أقل ستسمح بكل من مستويات ثنائي أكسيد الكربون المرتفعة والظروف الباردة، ووفقاً للباحثين فإنّ هذه الاكتشافات قد تساعد على تسوية الخلافات في الدراسات السابقة على ثنائي أكسيد الكربون في الماضي السحيق وتخمينات النماذج المناخية.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق