اقترح علماء من مجموعة مايو كلينك Mayo Clinic الطبية علاجًا جديدًا لإدمان الكوكائين، حيث انطلقوا من فكرة أنّ حقن نسخة معدلة من البروتين البشري الناظم للنواقل العصبية أدى إلى تقليل إدمانه في الفئران من خلال تسريع تكسيره، وكون استخدام حقن مماثلة بشكل يومي أمر غير عملي ليكون علاجًا حقيقيًا، قرر الفريق الاستفادة من التقدم في مجال العلاج الجيني لإعطاء الجسم التعليمات اللازمة للاستمرار بإنتاج ذلك البروتين الخارق من تلقاء نفسه.
إعطاء الجين الجديد لشخص ما ليس بالأمر السهل لذلك توجب على الفريق إيجاد طريقة لإيصاله إلى كل خلية في الكبد باعتباره العضو المسؤول عن إنتاج البروتين المطلوب، وقد قاموا بذلك من خلال إدخال ذلك الجين ضمن فيروس يدعى الفيروس المرتبط بالفيروس الغدي Adeno-associated virus (AAV)، وقد تم تعديل هذا الفيروس لمنعه من استنساخ نفسه داخل الجسم وبالتالي لن يسبب المرض.
في الدراسة الجديدة قام الفريق بتجربة تلك الطريقة على الفئران فكانت النتائج واعدة جداً وأشارت إلى أن ذلك العلاج الجيني آمن وفعّال، حيث كانت الفئران التي تلقت العلاج الجيني وحده بصحة جيّدة فيما عانت الفئران التي أُعطيت الكوكائين وحده من فرط نشاط وأظهرت إشارات لتلف الكبد، أمّا الفئران التي أُعطيت الكوكائين والعلاج الجيني معاً تصرفت بشكل طبيعي فقد تم تكسير ذلك الكوكائين على الفور بفضل البروتينات الجديدة.
صادقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على تطبيق الدراسة على البشر لكن ذلك قد يتطلب سنوات من العمل، كما أنّ تأثيرات هذا النوع من التعديلات الجينية على المدى الطويل ما تزال غير مفهومة بشكل كامل، وعلى أي حال فإنّ النتائج الحالية واعدة لكن لا يمكن أن نتوقع رؤية هذا العلاج في أي وقت قريب.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق