لماذا نُحب؟ طبيعه الحُبّ وكيمياؤه: دليلك لفهم طبيعة الحُبّ الرومانسي!


موضوع

في الفصل الثاني من مسرحية “هاملت: أمير الدنمارك” رائعة الكاتب الإنجليزي “وليام شكسبير”، يقول “هاملت” لحبيبته الجميلة “أوفيليا”:

“لا شك في أن النجوم هي النار، ولا شك في أن الشمس تدور، ولا شك في أن تكون كاذبة، ولكن لا شك في أنني أحُبّ.”

هنا، يعلن “هاملت” أن أي شيء يمكن أن يكون موضع شك إلا حُبّه.. لقرون عديدة، تداول الفلاسفة والمفكرين في أمر الحُبّ؛ لقد حاولت أعظم العقول البشرية شرح طبيعته؛ القصص والروايات الشهيرة مثل: روميو وجوليت، والسمفونيات الموسيقية الجميلة مستوحاة من هذه المشاعر القوية. ومع ذلك، لم يقترب الكثيرون من الإجابة على السؤال، ما هو الحُبّ، ولماذا نحبّ؟

المزيد من القراءة عن الروحانيات وعلم الأعصاب وعلم النفس والتاريخ البديل والسري للبشرية وتطورنا البدني والعاطفي والذهني والبديهي والروحي، من المؤكد سيساعد كثيرًا على فهم بعض الحقائق الغامضة بشأن معضلة القلب والعقل وفك رموز الحمض النووي لعقلنا، ومن ثم الإجابة على هذا السؤال الشائك عن الحُبّ وأسراره الخفية.

في عام 1996، قامت الدكتورة “Helen Fisher – هيلين فيشر”، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية الأمريكية، والباحثة الشهيرة المُهتمة بشؤون الحُبّ، وأحد العقول الرائعة في عصرنا، بطرح هذا السؤال. ولمعرفة ما هو الحب، وكيف يختلف عن المودة والشهوة لجأت إلى العلم، وسجلت نتائجها العملية في كتاب “Why We Love: The Nature And Chemistry Of Romantic Love”، لتقدم لنا أطروحة ذات تداعيات مذهلة.

ربما يُعد كتاب “فيشر”، والذي أصدر المركز القومى للترجمة عام 2015 النسخة العربية منه، تحت عنوان: “لماذا نُحب؟ طبيعه الحُبّ وكيمياؤه“، من ترجمة وتعريب الشاعرة والمترجمة المصرية “فاطمة ناعوت”، بالاشتراك مع الطبيب النفسى “أيمن حامد”، من أجمل ما يُمكنك قرأته حول شرح وتفسير الكواليس الخلفية الكيميائية والنفسية لطبيعة الحُبّ الرومانسي.

لماذا نقع في الحُبّ؟

لماذا نُحب؟ طبيعه الحُبّ وكيمياؤه

يُعد كتاب “لماذا نُحب؟ طبيعه الحُبّ وكيمياؤه” دراسة ثرية، محملة بالبحوث الثقيلة وعشرات الإحصائيات والدراسات الاستقصائية والتجارب الاجتماعية وكلمات الشعر وقصص الحُبّ الكلاسيكية، وعدد لا يحصى من اقتباسات الأدب الشهيرة؛ لذلك فهو خيار مثالي للأشخاص الذين يستمتعون بأعلى درجات الحُبّ. أولئك الذين يطلقون على أنفسهم حمقى الرومانسية، وكل من تذوق الحُبّ ونالت منه نيرانها.

في البداية علينا السؤال: لماذا نُحبّ تقديم تفسير علمي للحُبّ؟ والإجابة ببساطة: لفهم وتفسير كيف وصلنا إلى النقطة التي نحن فيها في عمر البشرية تاريخيًا وتطوريًا، ولتفسير لما نحن جميعًا منجذبون للحُبّ ومتعطشون له وإلى أين نختلف فيه، وبالطبع لتقديم نصيحة عملية للتعامل الناجح مع الرومانسية في حياتك، وكذلك تداعياتها التي لا مفر منها في بعض الأحيان.

فقد وقفت “فيشر” فوق منصة TEd الشهيرة لعرض أفكار كتابها ونتائج دراستها، لتقول:

“الناس في جميع أنحاء العالم يحبون. يغنون للحُبّ، يرقصون للحُبّ، يؤلفون القصائد والقصص عن الحُبّ. يتلون الخرافات والأساطير عن الحُبّ. يتوقون للحُبّ، ويعيشون للحُبّ، يقتلون من اجل الحُبّ، ويموتون من اجل الحُبّ… الحُبّ في دواخلنا. متأصل بعمق في الدماغ. التحدي الذي يواجهنا هو أن نفهم بعضنا البعض”.

أليس مضحكا؟ الحُبّ واحد، وهو الجزء الأكثر أهمية في الحياة السعيدة، إلا أننا لا نتعلم أي شيئًا عنه في المدرسة أو الكلية (إلا إذا كنت تدرس علم الأحياء أو الأنثروبولوجيا)، وبالكاد تلتقط كتاب يدور حوله، ومع هذا لا تعمل كتب الحُبّ -في معظمها- مثل كتب المساعدة الذاتية الأخرى.

اليوم، سوف نغير ذلك. ستتعلم أشياء عن الحُبّ وطبيعته وكمياؤه من أكثر الباحثين اهتمامًا بشؤون الحُبّ، العالمة الأمريكية “هيلين فيشر”، والتي تبحث في ما يجعلنا نقع في الحُبّ مُنذ أكثر من 40 عامًا. ففي كتابها “لماذا نُحبّ؟” تسعى “فيشر” لتفسير أكثر الأمور تعقيدًا في العالم، من وجهة نظر بيولوجية وتاريخية وتطورية.

مما يجعل كتاب “لماذا نُحبّ؟” واحدًا من الكتب إفادة عن الحُبّ، يمكن للجميع قراءته، فهو مناسب لكافة الأعمار، فالعمر مجرد رقم عندما يتعلق الأمر بالحُبّ، ولا أحد يعرف ذلك أفضل من عالمة الأنثروبولوجيا الشهيرة “هيلين فيشر” التي نسجت العلم بالأدب مع فن الحُبّ بدقة شديدة، لتصبح قراءة كتابها الساحر مثل مشاهدة فيلم وثائقي غني بالمعلومات الشيقة على ناشيونال جيوغرافيك.

ينقسم هذا الكتاب إلى تسعة فصول رئيسية؛ شهوة الحُبّ الجامحة، المغناطيسية الحيوانية، كيمياء الحُبّ ، نسيج الحُبّ ، الفرحة الغامرة، لماذا الحُبّ ؟، الحُبّ الضائع، السيطرة على العاطفة، جنون الآلهة.

مؤلفة الكتاب "Helen Fisher - هيلين فيشر"، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية الأمريكية، والباحثة الشهيرة المُهتمة بشؤون الحُبّ.
مؤلفة الكتاب “هيلين فيشر”: عندما تقع في الحُبّ، فإن مناطق معينة من الدماغ “تضيء” جراء زيادة تدفق الدم إليه.

ثلاثة هرمونات تتحكم في خريطة الحُبّ

خريطة الحب: العقل والقلب

في الكتاب تقدم “فيشر” خريطة جديدة لظاهرة الحُبّ، من تأصلها في الدماغ إلى الفوضى المثيرة التي تسببها في أجسامنا وسلوكنا. وذلك من خلال العمل مع فريق من العلماء لفحص أدمغة الأشخاص الذين وقعوا في حُبّ بجنون، أثبت “فيشر” ما كان يشتبه به علماء النفس حتى وقت قريب: عندما تقع في الحُبّ، فإن مناطق معينة من الدماغ “تضيء” جراء زيادة تدفق الدم إليه.

يدور الكتاب حول ثلاث نقاط رئيسية لمساعدتك بالفوز في سباق الرومانسية، وهم:

  • الحب شيء كيميائي، يعتمد معظمه على ثلاثة هرمونات، مسؤولة عن غالبية مشاعرك العاطفية.
  • نحن جميعًا ننجذب إلى إلى أشخاص غامضين ومختلفين ومتماثلين بصريًا، بغض النظر عن جنسنا أو تفضيلاتنا الشخصية.
  • لديك خريطة الحُبّ الفريدة الخاصة بك، تساعدك للوصول إلى شريك حياتك المثالي.

تقول “فيشر” في كتابها إن الكثير من سلوكنا الرومانسي مرتبط بشدة بالاختبار الكميائي للحُبّ، حيث تفاعلات المواد الكيميائية تقع في قلب الحُبّ. وتعزز رأيها من خلال البحث السلوكي في آثار ثلاث المواد الكيميائية الحيوية، (هم: dopamine ،serotonin ،norepinephrine)، وعدد من الدراسات الاستقصائية التي أجرتها عبر مجموعات واسعة من الأفراد.

في الواقع، جمعت “فيشر” بيانات كتابها الشيق هذا من جميع أنحاء العالم؛ لتبين أن الطلاق كان أكثر شيوعًا في السنة الرابعة من الزواج، عندما كان للزوجين طفل واحد فقط معال. بناءً على ما لاحظته، تقدم “فيشر” أيضًا تقارير عن السلوكيات التي تؤدي إلى شراكات وعروض حُبّ ناجحة مدى الحياة، والعديد من النصائح حول البقاء في الحب. وعلى الرغم من يقينها أن الأمر مجرد نتاج تفاعلات مواد الكيميائية، إلا أن “فيشر” لا تفقد أبدًا شعورها بقوة العاطفة.

وتقول “فيشر” عندما نقع في الحُبّ، تخلق أدمغتنا طفرات هائلة في الطاقة، تغذي مشاعر مثل: العاطفة، والوسواس، والفرح، والغيرة. وتخصص ذمن فصول كتابها الرائع فصلًا رائعًا وجذابًا عن ظهور الرومانسية والحب بين الحيوانات غير البشرية، وتسرد نظريات دقيقة عن البشر الأوائل في الحب. تشير إحدى استنتاجاتها العديدة المفاجئة إلى أن “فواصل الولادة لمدة أربع سنوات كانت النمط المعتاد والسائد للمباعدة بين الولادات خلال فترة ما قبل التاريخ البشري الطويل”، ولا تزال أدمغتنا الحديثة وفقًا لذلك.

وآخيرًا.. يقدم كتاب “”لماذا نُحب؟ طبيعه الحُبّ وكيمياؤه” إجابات جديدة جذرية شافية للأسئلة القديمة: ما هو الحُبّ، من نحبّ، وكيف نحافظ على الحُبّ ليظل على قيد الحياة؟؛ لذا أوصي بأن يقرأ الجميع هذا الكتاب، حيث قامت مؤلفته “هيلين فيشر” بعمل مدهش في توضيح الأسرار الخفية للحُبّ.

مجانا  .
المطور : أراجيك.   النوع : مجهول .
+3

 !  يتوافق هذا الموضوع مع جميع أجهزة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تطبيقات مشابهة قد تعجبك :

المشاركات الشائعة