يمكنك تجنُّب بعض الأخطاء من خلالِ النّصائح، لكن في بعضِ الأحيان لا يوجد بديلٌ عن التعلم الذاتي والتجريبي، فهذا شكلٌ من أشكال التعلُّم، وهي عملية اكتساب المعرفة من خلال فعل شيءٍ ما بنفسك. قارن ذلك بأنواع أخرى من التعلم، حيث تكتسب المعرفة من خلال شخص يقوم بتدريسك أو تقديم المشُورة لك، إنها الأفضل طبعاً.
الحياة ليست حالة طوارئ.. إذا كنت تحرق نفسك لتحقيق أهدافك توقف!
اقرأ عن التجارب، واستشر الآخرين كوسيلة وليس غاية
عادةً، نستشيرُ الآخرين، ولكن لا يكون الأمرُ بنفس فعالية الإدراكِ المباشر والمشاركة في معرفه ذلك الأمر، إنها واحدة من أفضلِ الطرق لتنمية المزيد من الأشياء التي نحبها في أنفسنا بدلاً من الاستماع إلى النَّصائح دائمًا فقط أو مجرّد جمعِ الدروس من الآخرين.
نحن عبارة عن مجموع تجارِبنا الخاصَّة. من خلال عيش التجربة نفسها، استوعبها بشكلٍ هادف وعميق. عندما تكتشِف الأشياء بنفسِك، فإنّك تقوم بجمع المعرفة من خلال التجربة، ويمكنك شرح ما تفعله بشكلٍ أفضل، ورواية تجاربك الشخصية للآخرين.
نحن نعتقدُ اعتقادًا راسخًا أنَّه يمكننا التعلم من أفضل الكتب والخبراء لاكتساب المعرفة والمهارات اللاَّزمة في الحياة. نعم، يجب استخدام الكتب، ولكن كوسيلة لتحفيزِ أفكارنا على العمل. إنها وسيلة لتحقيق غاية وليست غاية في حدِّ ذاتها. إنَّ ما نختار فعله هو ما يهمُّ فعلاً.
ستكون أكثر انغماسًا في الواقع عندما تتصرّف وتتحرك بنفسك. ستمتلك معرفة مباشرة بدلاً من معرفة غير مباشرة. ستكون لديك فُرصة أفضل لجعل التقدُّم أسرع لأنك قادر على التكيف مع التجربة المباشرة بدلاً من التكيف مع النظرية الخاصّة بالتجربة. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها فهم شيءٍ ما والإحاطة به بشكلٍ شبهِ كامل.
لقد تعلّمت شخصياً من الكتابة اليومية أكثر من أيّ كتاب يمكن أن يعلّمني الكتابة، فالمُمارَسة تصقُل الموهبة لحدّ بعيد، ويمكنني أن أقول أنَّ كتاباتي اليوم تختلف عن كتاباتي قبل أربع سنوات. وقد تعلمت -المونتاج الاحترافي بالافتر ايفكت- أكثر ممّا تعلّمته في دورة احترافية قمت بها عند أستاذ مبدع في الموشن جرافيك يعمل لدى قناة الجزيرة حاليًا. كل ذلك عبر الإنترنت، والتطبيق من اليوتيوب.
قواعد الحياة العشرون: للجميع ولغير أحد – الجزء الثاني والأخير
فوائد التعلم الذاتي والتجارب الخاصة
عند لجوئك إلى التعلم الذاتي فأنت تشارك في العملية برمّتها، وتساعد نفسك على فهم سلوكك/ أفعالك وردودِ أفعالك تجاه موقف معين أو تحدٍ أو مشكلة، وأفضل طريقة للتطور لتصبح أفضل نسخةً من نفسك. نادراً ما يعيش الأشخاص الأمور التي يعرفونها في رؤوسهم فقط بشكلٍ حقيقي، فهم يتصرفون وفق تصوُّراتهم. هذا هو جوهرُ التنمية الذاتية.
لا أحد يستطيع أن يرشدنا بشكل أفضل من تجاربنا.
يوفّر الموقف الذي تتّخذه، وكيف تسخِّر تجاربك وتتكيَّف معه أساسًا للتغيير فرصًا أفضل لمستقبلك. يمكنك أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياتك.
جميع النصائح والإرشادات والدروس التي تحصل عليها لن تحدث فرقًا كبيرًا، إذا لم تكن مستعدًا للعمل بها وتجسيدها في إطار تجاربك الخاصة، وتحديد المسار الذي يجب اتخاذه أو تجنبه، وتلك الخطوات التي يجب تغييرها، هي الخطوات الحقيقية التي تصنعُ الفرق.
للحصول على رؤيةٍ واضحة لأفكارنا ومساراتنا المُختارة، لا يمكن لأحدٍ أن يكون دليلًا أفضل من تجارب حياتِنا الخاصَّة. للتعلم من التجربة، يجب أن نكُون منفتحين على إمكانية ارتكاب الأخطاء الشخصية كثيراً.
فكر في أديسون، لو لم يجرب بنفسه مئات المرات من التجارب، هل كان سيصل لابتكار المصباح، قطعا لا!
وكذلك كل العظماء، كان سر عبقريتهم هو الاستفادة من تجاربهم الشخصية.
التعلم الذاتي بحاجة إزالة التحيزات الشخصية وتقبل الفشل
أن تكون متفتح الذِّهن يعني إزالة التحيُّزات الشخصية من أيِّ موقف وغمر نفسك تمامًا في تجارب جديدة لاكتساب المزيد من المعرفة. إنَّ فتح ذهنك لإمكانيات المعرفة والمهارات والمغامرة، يمكن أن يجلب قدرًا أكبر من الإنجاز والسَّعادة في حياتك.
وظّف خِبراتك الشخصية واجعلها تعملُ من أجلك، وسرّع العملية بفعالية من خلال القيام بما هو أكثر نجاحًا في المستقبل. هذا يعزِّز بشكلٍ أكيد عملية التنمية الشَّخصية الخاصة بك.
على كلّ حال، تعلم من أولئك الذين أنت مُعجبٌ بهم، ابحث عن التوجيه والإرشاد ولكن اجعل تجربتك الشَّخصية هي الأولوية دائماً، فأكثر الناس نجاحاً في العالم، هم أكثر تجربة وأكثرهم تعرضاً للفشل والخيبات. وتذكر دائمًا أنّه لديك الحقّ الكامِل في أن تكون مخطئًا عندما تحدّد تجاربك الشخصية كأولوية.
التعلم من خلال نصيحة أو تجربة شخص آخر، يمكِّنك من تجنُّب الأخطاء الكبيرة من خلال عدم اتخاذ الإجراءات الخاطئة أو اختيار التجارب العامة الخاطِئة لنفسك.
لكنني أُراهن أنه على الرغم من حقيقة أنّك قد تكون “عرفت بشكلٍ أفضل” أو أن شخصًا ما قدّم لك نصيحة عظيمة حقًا، إلاّ أنّ هذا يؤدِّي إلى نوع من التباطؤ أو حتى الفشل.
لن تتعلّم جيدًا أبداً حتى تحصل على التجربة، وتستمرّ في هذه العملية، وتتعلَّم من أخطائك. هناك مواقف وأوقاتٌ في الحياة لا نتعلّمها ولا نتجاوزها حتى نختبرها. وهذا جيد! المفتاح هو عدم محاولة تجنب عدم ارتكاب أيّ أخطاء، والسماح لنفسك بتجربة ما تحتاج إليه للحصول على الفهم العميقِ الذي تريده، وتحتاجه مستقبلاً.
قل وداعًا للمثالية واستمتع بالحياة!
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق