حلّ الروائي والسيناريست أحمد مراد ضيفا على إحدى الندوات المفتوحة بقاعة السينما خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 في دورته الـ 51، وذلك بعدما عُرض بالقاعة نفسها الجزئين الأول والثاني من فيلم “الفيل الأزرق”، المأخوذ عن رواية لـ “مراد” بنفس الاسم، وهو أيضًا الذي كتب سيناريو الفيلم، وأخرجه مروان حامد.
تحدّث “مراد” خلال الندوة عن الكثير من الظواهر والقضايا الثقافية والأدبية والفنية المتعلقة بصناعة الأفلام وعصر الصورة وتطور شكل الرواية، كما أوضح مصير الجزء الثالث من فيلم “الفيل الأزرق” – الذي تصدّر إيرادات شباك التذاكر في السينمات المصرية – وأجاب أيضًا على أسئلة الحضور.
أبدى أحمد مراد رأيه في ظاهرة تحوّل الروايات إلى أعمال سينمائية؛ قائلًا إنه يرى في ذلك تطورًا طبيعيًا لشكل الرواية، موضحًا أن هذا الجيل بصري والزمن نفسه أصبح بصريًا، ويهتم بالصورة أكثر من الكلام المكتوب، لذلك لا غرابة في تحويل الروايات إلى أفلام، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على أنواع أخرى من الأدب، مثل الشعر الذي يوضح أنه ما زال موجودًا؛ ولكنه تحوّل إلى أغانٍ بالإضافة إلى فن الراب.
وحول القول بسيطرة شركات الإنتاج السينمائي على أفلامه؛ نفى صحة هذا الكلام وضرب مثالًا بفيلمه “الفيل الأزرق”؛ مشيرًا إلى أنه هو مَن قرر كتابة الجزء الثاني منه، بعد أن وجد الخطوط العريضة للأفكار والأحداث، وكذلك حدث في الجزء الثالث، موضحًا أن فكرة استغلال نجاح العمل الفني ليست عيبًا، لافتًا إلى أن العمل إن لم يحقق نجاحًا ملحوظا؛ لم يَكُن هناك تفكير من الأساس في إنتاج أجزاء جديدة منه.
في سياق متصل، أردف أنه حاليًا بصدد التحضير لفيلمه الجديد بعنوان “كيرة والجن” المأخوذ عن روايته التي تحمل اسم “1919”؛ مشيرًا إلى أنها تلقي الضوء على مظاهر الحياة في مصر خلال فترة عشرينيات القرن الماضي، وكشف أنه سيبدأ التحضير لـ “الفيل الأزرق 3″، بعد الانتهاء من “كيرة والجن”، لافتًا إلى أن شخصية “فريدة” التي أدتها الفنانة هند صبري في “الفيل الأزرق 2” ولفتت الأنظار بشدة، ستكون موجودة أيضًا بالجزء الثالث من الفيلم.
أما عن اتجاهه إلى تقديم أفلام الخيال العلمي والغموض والإثارة؛ قال “مراد” إن هذا نابع من الجو العام في السينما المصرية في الفترة الحالية، الذي يشجع على إنتاج تلك النوعية من الأفلام المحببة لدى الجمهور، مستطردًا أن قلة إنتاج أفلام الخيال العلمي في الوطن العربي؛ سببها الأكبر ضعف إمكانات الإنتاج، موضحًا أنها تحتاج إلى تكلفة إنتاجية أكبر وأدوات حديثة ومتطورة، وهو ما لا يتوافر في أغلب الأحيان.
وبالنسبة لتكوينه ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع مروان حامد؛ أشار أحمد مراد إلى أن “مروان” نجح في تجسيد ما تخيله في روايته على شاشة السينما، لافتًا إلى أن هناك تواصلًا كبيرًا وتفاهمًا بينهما، جعلهما يكرران التجربة أكثر من مرة؛ وهو ما أدى لنجاح الأفلام التي اشتركا فيها حتى الآن.
وحول قلق بعض المؤلفين من تحويل الرواية إلى عمل سينمائي، وكون ذلك يؤثر سلبيًا في بعض الأحيان على نجاح الرواية؛ أوضح أن تقديمه لفيلم مأخوذ عن إحدى رواياته هو زيادة في نجاح الرواية والفيلم بالطبع؛ مشيرًا إلى أنه يحرص على أن يشتمل الفيلم على أحداث ومفاجآت جديدة؛ تختلف في معظمها عن تلك الموجودة في الرواية، حتى يتلافى التكرار ويحقق عنصر الجذب للجمهور، لافتاً إلى أن الأفلام التي حققت نجاحات معظمها مأخوذة عن روايات، مستطردًا أن جمهور الفيلم في أيامه العشر الأولى، يكون ممن قرأوا الرواية وليس ضمن جمهور السينما العادي.
الجدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020، بدأت فعاليات دورته الـ 51 يوم الخميس 23 يناير، ومستمر حتى يوم 4 فبراير، ويقام في مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، تحت شعار “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، وشخصية المعرض لهذا العام هو المفكر جمال حمدان، وضيف شرف تلك الدورة هي دولة السنغال، وتُقام خلاله أكثر من 900 فعالية متنوعة، في الأدب والفنون والثقافة.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق