صحيحٌ أن الحديث عن مضار التدخين قد بدأ منذ الأزل ووصل الأمر إلى أن تكتب شركات التدخين عن مضاره على عبواتها.. لكن كل ذلك لم يثمر بل زادت أنواع الأدوات التي يمكن للمرء أن يدخن فيها! فكنا في السيجارة العادية والشيشة وبعض أنواع المعسلات المحدودة، تطور الأمر للتدخين الإلكتروني عبر السجائر الإلكترونية وصناعة نكهات جديدة من المعسلات..
وهكذا بدأ انتشار الدخان بين الشباب والشابات والمراهقين ليصل الأمر إلى أعتاب الحرم الجامعي والساحات المدرسية، بغض النظر عن الدوافع كصحبة تبعوها، أو فهمٍ خاطئ للرجولة، أو تنفيسٍ عن غضبٍ مكبوت خاصةً في الظروف التي يمر فيها الشباب اليوم سواءً على الصعيد العربي أو الصعيد العالمي حتى.
لكنا اليوم لن نحاكم أحدًا، ولن نلقي اليوم على أحد بل سنحاول أن نسلط الضوء على حقائق قد تكون مغيبة، أو قررنا تجاهلها عن عمد..
أضرار السجائر الإلكترونية
كلنا نعلم طبعًا عن أثر التدخين على أجسادنا فالتدخين لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي بل أيضًا يساهم في أمراض ضغط الدم ويسبب الجلطات والسكتات القلبية، بالإضافة لأضراره على الجلد والشعر والشفتين والأسنان…
لكن ماذا بالنسبة للسجائر الإلكترونية؟
وفقًا لما أوردته وكالات صحية أمريكية فقد لوحظ مؤخرًا أن السجائر الالكترونية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل خطيرة جدًا، سواء بنوعها العادي أو vape والتي تأتي بنكهات متعددة، منها:
- انفجار السيجارة الإلكترونية
إذا كان وقع انفجار مرعبًا بالنسبة لنا، فكيف لأولئك الشبان الذين كانوا يدخنون وانفجرت السيجارة بالقرب من وجوههم والتي كادت أن تشوهها أو تودي بحياتهم؟ علمًا أن هناك أشخاصًا قد ماتوا بالفعل نتيجة انفجار سجائرهم.
فبحسب موقع “تابكو كنترول –التحكم بالتبغ” فإن في الفترة ما بين2017-2015 عالجت غرف الإسعاف 2035 حالة اسعافية بسبب انفجار السجائر الالكترونية. ولم يعرف بعد السبب وراء انفجار تلك السجائر، ولكن وفقًا لوكالة الصحة والغذاء الأمريكية فمن الممكن أن يكون عطل ما في البطارية هو المسبب لمثل تلك الحالات وقد أوردت الوكالة بعض النصائح لتفادي أعطال البطارية منها: عدم إزالة عناصر الأمان من السيجارة الالكترونية، محاولة إبعاد أي عنصر معدني عنها، عدم استخدام البطاريات في حال تعرضت للرطوبة أو كانت على وشك التلف، ويجب طبعًا أن يتم شحنها باستخدام الشاحن المرافق لها وليس بشاحن آخر..
- إصابات رئوية
وفقًأ لمركز السيطرة على الأمراض في أمريكا “CDC” فإن أعراض الإصابات الرئوية تظهر بشكل: سعال، آلام صدرية، إسهال وتقيؤ، صعوبة أو ضيق في التنفس، ارتفاع درجة الحرارة ودوار.
وقد أطلق المركز على الأعراض الصدرية التي تحدث لمستخدمي السيجارة الالكترونية “إصابة” بينما كانت تشير إليها كمرض، لأنها تبدو فعلًا كإصابة أكثر مما تبدو مرضًا مزمنًا رغم أن بعض نتائجه قد تكون مزمنة.
- نوبات عصبية
لم يقتصر الأمر على الإصابات الرئوية فحسب، بل وفقًا لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية فقد تم التبليغ عن 127 حالة لنوبات عصبية في الفترة بين 2010 و 2019 يعتقد أن سببها استخدام المصابين للسيجارة الإلكترونية، وقد أصدرت الهيئة تحقيقًا علميًا لمعرفة ما إذا كان هناك أسباب فعلية تربط بين تلك النوبات والسيجارة الالكترونية.
- الموت
تم تسجيل للأسف 23 حالة وفاة بسبب السجائر الالكترونية، 450 حالة اعتلال رئوي أعمارهم تقل عن 19 عشر عامًا، آخرها وفاة شاب بعمر 17 في نيويورك بسبب استخدامه للسجائر الإلكترونية وهو أصغر المتوفيين.
تحديات الدخان
رغم كل التحذيرات والتوصيات بالتخفيف من استخدام السيجارة الالكترونية إلا أن جزءًا من مستخدميها يقيم تحديات مبنية على أشكال وكميات الدخان الذي يخرج بعد استخدامهم للسيجارة الإلكترونية vape،والتي انتشرت مؤخرًا على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
رد فعل حكومي
بالنسبة لأمريكا فقد يكون هناك توجهات لحظر السجائر الإلكترونية المنكهة بناء على ما أصدره مكتب ترامب بشأن وفاة الشاب البالغ 17 عامًا.
وكما أسلفنا مسبقًا فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ومركز السيطرة على الأمراض يسعيان لإجراء أبحاث وتحقيقات حول الإصابات التي سببتها السجائر الإلكترونية.
وتقوم المدارس في أمريكا باستخدام عدة طرق لمنع استخدام السجائر الإلكترونية فيها، حيث أزالت إحدى المدارس أبواب الحمامات حتى لا يدخن الطلبة فيها، في حين أن مدرسة أخرى فرضت غرامة بقيمة 50 دولار و3 أيام فصل لمن يستخدم السيجارة الإلكترونية في المدرسة.
وربما سيظل السؤال مطروحًا، هل استخدام السجائر الإلكترونية آمنا؟ حسنًا رغم أن حجم الضرر الذي تسببه السجائر الإلكترونية أقل بكثير من ضرر السجائر العادية، إلا أنها ما تزال مؤذية فأنت تعرض نفسك لمواد كيميائية خطيرة، واحتمالية أكبر للإصابة بأمراض القلب، ولا ننسى خطر الإدمان بسبب احتوائها على النيكوتين.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق