كان العرض الأول لفيلم Once Upon a Time in Hollywood يوم الثلاثاء الفائت في مهرجان كان السينمائي، ونال إشادة كبيرة من الحضور والنقاد الذين وصفوه بالتحفة الفنية المماثلة لفيلم Pulp Fiction، في حين رأى بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم بحاجة إلى التمهل قليلًا قبل إعطاء انطباعهم حول الفيلم الأكثر انتظارًا هذا العام.
ويعرف المخرج الشهير كوانتين تارانتينو بإثارته نقاشات لا نهاية حول أفلامه ومزاياها، ولن يكون فيلم Once Upon a Time in Hollywood بمنأى عن تلك المناقشات! فعلى غرار أفلام Inglourious Basterds وInglourious Basterds التي تناقش مواضع حساسة مثل النازية والعبودية، يتطرق تارانتينو في فيلمه الجديد إلى حقبة سوداوية في مدينة لوس أنجلوس، حين ظهرت جماعة تشارلز مانسون وجرائمها التي أرعبت المدينة عن بكرة أبيها. وبعد انقضاء ساعات من العرض الأول للفيلم، صفق الجمهور لمدة 6 دقائق كاملة، وحقق نسبة 91% على موقع Rotten Tomatoes بعد 22 مراجعة نقدية.
ويبدو من المتوقع أن ينال ليوناردو دي كابريو ترشيحًا إلى أوسكار أفضل ممثل عن دوره في الفيلم، إذ يقوم بشخصية ممثل هوليوودي أفل نجمه ويمر بمرحلة تدهور في مسيرته الفنية. ومن المتوقع أيضًا أن يترشح تارانتينو إلى جائزة أفضل مخرج، وهذا ليس بالأمر المستغرب إطلاقًا، فقد حازت أفلامه أكثر من 20 ترشيحًا طوال السنين السابقة.
وهنا يكمن التساؤل، هل يكون هذا الفيلم سلاح تارانتينو لاكتساح جوائز الأوسكار؟ في الواقع، يبدو من المبكر القول بحصول هذا الأمر، فما يزال هناك وقت طويل جدًا لموسم الجوائز، وما يزال أمام الجمهور أفلام أخرى منتظرة بشدة مثل فيلم The Irishman للمخرج مارتن سكورسيزي ومن بطولة روبرت دينيرو وآل باتشينو.
تدور أحداث فيلم Once Upon a Time in Hollywood في مدينة لوس أنجلوس خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، وهو يروي مجموعة من القصص المنفصلة التي ترتبط في نهاية الفيلم بطرق مفاجئة. ويحتوي الفيلم على مشاهد عنيفة تحمل بصمة تارانتينو وأسلوبه، مما قد ينفر بعض المصوتين ويؤثر قليلًا على حظوظ الفيلم في سباق الأوسكار. ولعل عامل النوستالجيا الموجود بقوة في الفيلم سيجذب المصوتين كبار السن نحو الفيلم، مع أنهم قد يشعرون بمشاعر مختلطة إزاء الأيام السوداء التي عاشتها لوس أنجلوس عند جرائم عائلة مانسون.
ويجب على تارانتينو أن يتحلى بالحذر حين تعامله مع الصحافة، فقد بدا منزعجًا وغاضبًأ حين سألته إحدى الصحفيات عن سبب الاستعانة بمارغوت روبي عوضًا عن شارون تيت. ومن المتوقع أن يواجه تارانتينو أسئلة مماثلة، لذلك، يبدو سلوكه الدفاعيّ غير مفيد في حالات كهذه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق