تعاني بعض الحوامل من حالات طبية تمنع أو تؤخر نمو الجنين داخل الرّحم، أو تسبب تشوهات له، ومن هذه الحالات حالة الحمل العنقودي والذي سنتعرف عليه بالتفصيل.
الحمل العنقودي
هو حالة تنمو فيها كتلة من الخلايا داخل الرحم، مما يؤدي إلى عدم تشكل الجنين أو عدم نموه بشكل كامل، وبالتالي وفاة الجنين في كثير من الحالات، وهو بشكل عام إما:
- حمل عنقودي كامل: أي تنمو كتلة الخلايا بدلًا من الجنين ولا يتطور الجنين أبدًا.
- حمل عنقودي جزئي: يتطور فيه الجنين بشكل غير طبيعي إلى جانب كتلة الخلايا، ولا يمكنه البقاء على قيد الحياة أو التطور إلى طفل.
عادة يمكن علاج الحمل العنقودي بإزالة كتلة الخلايا من الرحم، وفي أحيان أخرى يتم ترك الكتلة ومعالجتها.1
أسباب الحمل العنقوديّ
يتشكل الحمل العنقوديّ نتيجة مشاكل في البويضة الملقحة، حيث تحوي البويضة الملقحة عادة على 23 زوج من الكروموسومات والتي يأتي يتكون كل زوج منها من واحد من الأب، وواحد من الأم لتشكل مجموع 46 كروموسوم.
بينما في حالة الحمل العنقوديّ يختلف الأمر، حيث تحوي البويضة الملقحة كروموسومًا إضافيًا يأتي من الأب ولا يمكنها حمله، مما يؤدي إلى موتها بعد فترة حيث لا يمكنها البقاء على قيد الحياة مع الكروموسوم الإضافي في هذه الحالة لأكثر من أسابيع قليلة.2
أعراض وعلامات الحمل العنقوديّ
يبدو الحمل العنقودي كأنه حمل طبيعي في بدايته إلا أن بعض الأعراض تظهر لاحقًا ويجب أن يتم التواصل مع الطبيب مباشرة ومنها:
- نزيف من المهبل في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل.
- خراجات تشبه العنب تأتي من المهبل.
- غثيان شديد وقيء.
- ضغط الحوض أو الألم والذي نادرًا ما يحدث.
ويمكن عند الفحص التحقق من عدم وجود بعض الحالات التي قد تقود إلى الحمل العنقودي ومنها:
- فقر الدم أي عدم توفر كمية مناسبة من الخلايا الحمراء لنقل الأوكسجين إلى كافة أجزاء الجسم.
- وجود خراجات على المبيض.
- ارتفاع ضغط الدم والذي يسبب إجهاد القلب وعدة مشاكل أثناء الحمل.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- نمو الرحم أكثر أو أقل من اللازم.3
احتمالية حدوث الحمل العنقوديّ
يعتبر الحمل العنقودي شائعًا بشكل عام حيث أنه يحدث عند إمرأة من بين كل 1000 امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يحدث بنسبة أعلى في كل من المكسيك وجنوب شرق آسيا والفلبين.
تزداد احتمالية حدوثه في عدة حالات منها:
- النساء البيض أكثر عرضة من النساء السود لحدوث الحمل العنقودي.
- النساء الحوامل فوق سن الأربعين.
- النساء اللواتي تعرضن للحمل العنقودي سابقًا.
- النساء اللواتي تعرضن لحالات إجهاض سابقة.4
علاج الحمل العنقودي
يمكن علاج الحمل العنقوديّ في كافة الحالات التي تحدث، ولكن طريقة العلاج تعتمد على عدة عوامل بما فيها انتشاره أو عدم انتشاره إلى مناطق أكبر، وتشمل العلاجات:
- فتح الرحم برفق وإزالة ما يحويه الرحم.
- استئصال الرحم في حال لا تريد المرأة المزيد من الأطفال.
وحتى بعد إزالة الخلايا العنقودية هناك احتمالية بين 15 و25 بالمئة في استمرار حدوث الحمل العنقودي الكامل، واحتمالية 0.5 إلى 4 بالمئة للحمل العنقودي الجزئي، لذا يجب مراقبة الحمل بدقة في هذه الحالات.
في بعض الحالات يتطلب العلاج التعرض للأشعة والعلاج الكيميائي، وهنا يجب منع الحمل لسنة على الأقل ريثما تعود مستويات الهرمونات إلى وضعها الطبيعي المستقر.5
الحياة بعد معالجة الحمل العنقودي
يجب على النساء متابعة وضعهن الصحي، وإجراء اختبارات دم وبول في الأشهر الستة اللي تلي انتهاء العلاج من الحمل العنقوديّ، ويمكن ممارسة الجنس عند وجود استعداد نفسي وعاطفي لذلك إلا في حال وجود نزيف عندها يجب التوقف عن الجنس لحين معالجة النزيف.
كما لا يؤثر الحمل العنقودي على فرص حدوث حمل لاحق أبدًا، ولكن توجد مخاطر حدوث حمل عنقودي آخر، ومن الأفضل عدم حدوث حمل آخر قبل التأكد من انتهاء العلاج بشكل كامل والتعافي التام من الحمل العنقودي والتأكد من عدم وجود أي خلايا عنقودية أخرى متبقية في الرحم.
بالنسبة لوسائل منع الحمل، فيمكن استخدام أي منها بشكل طبيعي إلا تلك التي تتطلب إجراء عمليات زرع داخل الرحم، ويساعد الطبيب في اختيار وسيلة منع الحمل الأنسب للمرأة.6
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق