يؤثر اضطراب طيف التوحد على مهارات الطفل اللغوية والسلوكية ويؤدي به إلى صعوبة التواصل مع الآخرين، رغم أن هذا الطفل قد يحمل الكثير من الميزات الخاصة والقدرات إلا أنه سيكون من الصعب عليه أن يعبر عنها بسهولة مالم يخضع إلى جلسات علاجية متواصلة، والتي أثبتت فاعليتها عند الكثير من الأطفال.
معاناة أطفال طيف التوحد في المدارس
أشارت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ASD يعانون عادة من العزلة أكثر من أقرانهم غير المصابين، ويظهر ذلك جلياًُ أثناء فترة الاستراحة في المدارس، حين ينطلق الأطفال للعب وينقسمون إلى مجموعات متفرقة.
على الرغم من ذلك، يعتقد الباحثون من جامعة واشنطن أن الأطفال المصابون بطيف التوحد يمكن أن يجعلوا فترة استراحتهم أكثر متعة من خلال اتباع توجيهات المعلمين، ووفقاً أيضاً للبحث الأخير الذي أجرته الجمعية البرلمانية الأسيوية، فإن الأطفال المصابين بالتوحد، يشاركون في أنشطة أكثر مما يعتقد الناس.
وفي حديث لـ Medical express، قالت “Jil Locke” الإستاذة المساعدة في قسم العلوم والنطق والسمع في UW أن الأطفال المصابين بطيف التوحد يدرسون في المدارس العامة، أي أنهم يتلقون الدعم نفسه في الصف مما يشعرهم أنهم ليسوا مختلفين عن الآخرين، إلا إن الصعوبة تكمن في فترة الراحة، فعدم وجود تنظيم في الملعب، وعدم اختلاط زملائهم بهم، يشكل ضغط نفسي كبير عليهم.
اقرأ أيضاً: أجرينا حوار مع الطالب المصري مروان وحيد الأول على الثانوية العامة وحدثنا عن رحلة كفاحه مع التوحد
دراسات عن الأطفال
وتشير الملاحظات الأخيرة أن الطلاب الذين يعانون من مرض التوحد يقضون حوالي ثلث فترة الاستراحة بمفردهم، وهذا يحد من فرصهم من ممارسة المهارات الاجتماعية المختلفة، وتطوير صداقات ومشاركة الأقران في جميع الإنشطة التي يقوم بها الأطفال عادة أثناء فترة الاستراحة.
وكمثال على ذلك أقيمت دراسة تم مراقبة من خلالها 55 طفل مصاب بطيف التوحد من طلاب المرحلة الابتدائية في مدرسة عامة، أثناء فترة الاستراحة، وجدوا أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من العزلة أكثر من الأطفال العاديين، إذ إن غالباً ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد على هامش المجتمع الطفولي، أي أنهم ليسوا أعضاء أساسيين في أي مجموعة من مجموعات الطلاب العاديين، عدا معاناتهم من بلطجة وتمرد ورفض أكثر من غيرهم.
كما لاحظ الباحثون، أن الأطفال المصابون بطيف التوحد يلعبون لوحدهم حوالي ربع وقت الاستراحة، ولكنهم يمضوا 30% من الوقت مع أقرانهم، أما ما تبقى من وقت يكونوا على مقربة منهم ولكن لا يتفعلون معهم بشكل مباشر.
صعوبات في التواصل مع الآخرين
من نسبة 30% التي تكلمنا عنها، والتي يكون فيها الأطفال التوحد على مقربة من أقرانهم، لاحظ الباحثون أن الأطفال الصغار من سن رياض الأطفال حتى الصف الثاني، تواصلوا بشكل جيد مع أقرانهم بنحو 8.6 من 10 أثناء اللعب، أو الاشتراك في نشاط معين، بينما كانت النسبة 6.7 من 10 من الصف الثالث إلى الصف الخامس.
بغض النظر عن النسبة كونها جيدة إلى حد ما، ولكن ليست كل تلك المحادثات انتهت نهاية جيدة، وذلك لأن الطفل المصاب بطيف التوحد لم يلتقط كل الإشارات غير اللفظية، ولكنه أظهر النية أو الدافع في مشاركة صديقه بما يريد فعله أو قوله.
البحث عن حلول لأطفال طيف التوحد
على كل حال هذه الأمور لا ييجب أن تبقى على حالها هكذا، نراقب من بعيد وحسب، يجب أن توضع توجيهات مخصصة على أي صف يحوي طالب مصاب بطيف التوحد، يجب أن يجتمع المعلمين مع أهالي ليضعوا القواعد الأساسية في كيفية التصرف مع الطالب وكيفية تصرف زملائه معه، وذلك يعتمد على توجيهات الأهالي و المدرسين معاً على الطلاب الغير مصابين، مثل أن ندفعهم نحو إقامة علاقات مع أقرانهم المصابون، نطلعهم على أمرهم وأصابتهم، ونحثهم على معاملتهم بشكل جيد، وأن يكونوا عوناً لهم وليس مصدر خوف أو رعب.
في هذا العالم، هناك أمور لا يستوجب أن تترك فقط لعدم وجود لها حل، فالإنسان يدعى إنسان، وصفة الإنسانية من أقدس الصفات، ويد واحدة لا تصقف، فإذا كان بإمكانك مساعدة من يحتاج العون، ستجد أن الله سيرد عليك من الخير أضعاف ما فعلت، وبالتالي، علموا أطفالكم الخير ومحبة الغير ومساعدة بعضهم البعض، علموهم أن لا يتنمروا على من أضعف منهم، لا في كلام ولا بفعل، فصنع السلام والتوازن في العالم يعتمد على تربيتكم لأطفالكم.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق