إن تعلم اللغات الأجنبية من الأمور التي يسعى الكثيرون إلى اكتسابها، فيحاول كل مهتم بها أن يتعلم بإتقان أكبر عدد منها، لما في ذلك من فائدة على مختلف الأصعدة، هنا، وكما تحدثنا في قسم أراجيك تعليم عن تعلم اللغات الأسيوية، سنحاول من خلال هذا الموضوع أن نقدم اللغات الاسكندنافية : السويدية، الدانمركية والنرويجية والتي تتميز بخاصية أساسية تتمثل في تقاربها الكبير. خصوصاً أن الكثير من العرب اتجه في السنوات الأخيرة إلى تلك البلاد للسفر والهجرة إليها واستقروا فيها، إذًا، هل يمكن لتعلم واحدة منها فقط أن يكسب الشخص ثلاث لغات كاملة؟ هذا بالضبط ما سنجيب عنه في القادم من الأسطر.
اللغات الاسكندنافية.. ما هي؟
اللغات الاسكندنافية هي لغات تتميز بتشابها الكبير، بل يعتقد أحيانًا أنها تمثل لهجات مختلفة فقط للغة واحدة. فعندما يتحدث أحدهم إحدى اللغات الاسكندنافية الثلاث (السويدية، الدانمركية والنرويجية) فهو بالتأكيد يفهم الاثنتين الأخريتين ولو جزئيًّا.
يرجع أصل هذه اللغات إلى الاسكندنافية القديمة والتي يطلق عليها عادة “لغة الفايكنج” من قبل غير الاسكندنافيين. هي لغات ذات أصول جرمانية تنقسم إلى مجموعتين:
- اللغات الاسكندنافية الشرقية: من بينها نجد الدنماركية، النرويجية والسويدية.
- اللغات الاسكندنافية الغربية: منها الأيسلندية والفاروسية.
تعتبر اللغة السويدية الأكثر تحدثًا بمجموع متحدثين يقار 10 مليون شخص، يليها النرويجية والدنماركية بحاولي 5 ملايين متحدث لكل منهما.
تعلم لغة واحدة، وأتقن ثلاث لغات
إن التشابه بين الدنماركية، النرويجية والسويدية مثبت على مجموعة من الأصعدة، فباختصار، من حيث المفردات، تتشابه اللغة الدنماركية والنرويجية كثيرًا، بل يمكن اعتبارها متطابقة إلى حد أبعد، لكنها تختلف من حيث نطق الكلمات. على عكس الاختلاف بين النرويجية والسويدية الذي يطال المصطلحات والمعجم بينما يتشابهان في طريقة النطق تمامًا.
تقاربات هي واختلافات بسيطة، تجعل من هذه اللغات الثلاث متشابهة. بل أبعد من ذلك، يرجح متخصصي اللغات أن تعلم إحداها كفيل بأن يضمن لك إتقان جزئي اللغتين الأخريتين.
من حيث النطق
إحدى خصائص اللغة الدنماركية هي الفرق الكبير بين الإملاء والنطق، حيث يتم في الغالب تقصير الكلمات، تليين الحروف الساكنة أو محوها أحيانًا، وكذا “ابتلاع” النهايات. أمور غريبة قد يعتقد عدم متحدثيها أنها لاتتبع قواعد معينة في النطق. لهذا، فهي تعتبر لغة متباعدة من حيث النطق مع اللغتين السويدية والنرويجية اللتان تتشابهان في ذلك بصفة كبيرة، فهاتين اللغتين تنطقان الكلمات بطرق متقاربة بما يشكل ألفة سريعة في سماع واستيعاب متقني إحداها للغة الأخرى.
من حيث المفردات
إن المفردات المستخدمة في اللغات الاسكندنافية والتي تعتبر قاعدة إتقانها تختلف من لغة إلى أخرى، لكن، من بين هذه اللغات الثلاث، لايجد الاسكندنافيون صعوبة في فهم بعضهم البعض. الأمر راجع إلى التقارب الكبير وأيضًا إلى سهولة استيعاب الاختلافات الأساسية في المفردات. فمثلًا، يستخدم الدنماركيون والنرويجيون مصطلحات متشابه تمامًا، بينما يستخدمان مفردات تعتبر غير متداولة في السويدية، رغم أنها مفهومة. لهذا، فالسويدي مطالب باستخدام كلمات غير دارجة من أجل التواصل مع الدنماركيين والنرويجيون.
رغم هذا التقارب، لكن يجب الحذر من الكلمات المتشابهة التي تحمل معاني مختلفة تمامًا، مثل:
- “Roligt“: في السويد، ترتبط هذه الكلمة بالقيام بنشاط ترفيهي للغاية. بينما في النرويج ترتبط بنشاطٍ هادئ.
- “Rar“: في الدانمرك، هي كلمة تعني “لطيفة وساحرة”، لكن انتبه أن تقولها إلى سيدة نرويجية، فهي تعنى “غريبة”.
من حيث الإملاء
من ناحية الإملاء وطريقة الكتابة، اللغة الدنماركية والنرويجية متشابهة نسبيًا – مع بعض الاستثناءات القليلة – ويرجع ذلك في الغالب إلى كون النرويج، بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر، جزءًا من مملكة الدنمارك، التي كانت كوبنهاغن عاصمتها الإدارية والفكرية. وبالتالي، كانت الوثائق تكتب الدنماركية آنذاك مما سهل التقارب بين الاثنين. من جهة أخرى، فالقرب مع السويد لعب دورًا أساسيًا في تشابهة طريقة الكتابة وإملاء اللغات الثلاث.
من حيث الكتابة، لا مبالغة في القول أن الدنماركيين والنرويجين تحديدًا يستطيعون فهم نصوصهم المكتوبة دون عناء أو مشقة.
إذًا، ما رأيك أن تتعلم واحدة من اللغات الاسكندنافية لتكتب في سيرتك الذاتية ثلاث لغات تختلف من حيث مستوى إتقانك لها فقط؟ فكرة أظنها محفزة…
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق