عندما تشعر بالخوف ويبدأ قلبك بالخفقان بشدة، وتبدأ يديك بالتعرق وربما تبدأ بالبحث عن مخرج والهرب، ها قد بدأت جولة الركض المستمر للهرب. إلى الآن لا تشعر بأي شيء ويكاد دماغك يحلل ويفكر بسرعة تسابق سرعة الضوء، ألم تتساءل عن السبب الذي يدفعك للشعور بذلك. يحدث كل ما سبق نتيجة تدفق هرمون الادرينالين بشدة في الجسم، لكن ما هو الادرينالين وما فائدته للجسم! لنتعرف على هذا.
ما هو الادرينالين
تقع الغدة الكظرية أعلى الكلية، وهي مسؤولة عن إنتاج العديد من الهرمونات، وتتحكم بعملها الغدة النخامية. وتقسم الغدة الكظرية إلى قسمين: الغدد الخارجية وتسمى بقشرة الكظر والغدد الداخلية التي تنتج هرمونًا يدعى الادرينالين .
الادرينالين هو هرمون تنتجه الغدة الكظرية وبعض الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي. يسرع دقات القلب ويقوي انقباضاته ويوسع القصبات الرئوية، كما يزيد من تدفق الدم إلى العضلات ويزيد من يقظة الدماغ. ويفرز خلال دقائق كاستجابة للخوف والذعر والشعور بالتهديد والحالات الخطرة وغير المتوقعة التي تسبب التوتر، كما تتسبب ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة بإطلاق الادرينالين.
وعلى الرغم من أن هذا الهرمون يزيد من الطاقة والإنتاجية، إلا أن الكميات المفرطة منه لها أثر ضار على الجسم، كتراكم الدهون والأرق.6
وظيفة الادرينالين
يحفز الادرينالين استجابة الجسم نتيجة توسيعه للممرات الهوائية مما يسهل من مرور الهواء إلى العضلات التي تحتاجه للهرب ومحاربة الخطر، كما أنه يدفع الأوعية الدموية إلى الانكماش لإعادة توجيه الدم نحو مجموعة العضلات الرئيسية، بما في ذلك القلب والرئتينن كما يخفض شعور الجسم بالألم، ويسبب زيادة ملحوظة في الأداء والقوة، فضلًا عن زيادة الوعي.7
وقد تشمل الآثار الجانبية له التعرق كرد فعل للإجهاد، والشعور بالدوار بسبب التغييرات في إمدادات الأكسجين، وتغيرًا في درجة حرارة الجسم نتيجة لإعادة توجيه الدم للعضلات.
الأسباب الأخرى لاندفاع الادرينالين
يوجد العديد من الأسباب كما تكلمنا كالخوف والتوتر، إلا أنه يوجد أسباب أخرى مختلفة تؤدي إلى زيادة إفراز هذا الهرمون، وهي:
- الأنشطة الخطرة: مثل ركوب الأفعوانية أو القيام بالقفزات الخطرة أو القفز بالحبال وتسلق المنحدرات.
- اضطراب ما بعد الصدمة: يمكن أن يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على اندفاع الادرينالين في الجسم. ونعني باضطراب ما بعد الصدمة حالة الأشخاص الذي مروا بتجارب صادمة كالقتال أو الاعتداء الجنسي أو رؤية مشاهد مرعبة، فقد يعاني هؤلاء من اندفاع الادرينالين عند التفكير فيما مروا به في الماضي. وتعرف هذه الحالة أحيانًا بفرط الإثارة، وتسبب مشاكلًا في التركيز وتوترًا وصعوبة في النوم.
- الأورام: تتسبب بعض الأورام كالورم الذي يصيب الغدة الكظرية أو جزء من الجهاز العصبي، بزيادة إنتاج الادرينالين وإطلاقه في الدم. إلا أن هذه العملية تكون بشكل عشوائي فتشعرك بحالة مشابهة لحالة الذعر وبشكل شبه مستمر.
- اندفاع الادرينالين ليلًا: قد يكون الشخص مشغولًا جدًا نهارًا أو مشتت التفكير، فلا تباغته تلك الهواجس المخيفة، وحالما يحاول النوم تظهر جميع الأفكار المزعجة أمامه لتقلق راحته وتؤدي إلى اندفاع الأدرينالين، ومن الممكن أيضًا أن يؤدي ذلك إلى مطاردة الكوابيس لهذا الشخص.
كيفية السيطرة على ارتفاع الأدرينالين
تستمر أعراض ارتفاع الادرينالين لما يقارب الساعة بعد زوال التهديد المحيط به، لكن يمكن أن تستمر أعراضه لأكثر من ذلك في بعض الحالات وخاصة المرضية منها. لذا وخلال هذا الوقت عليك محاولة السيطرة على معدل الادرينالين في جسمك والتعرف إلى كيفية التعامل معه. فمع مرور الوقت يتسبب الأدرينالين في تلف الأوعية الدموية ويزيد من ضغط الدم وخطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. كما يمكن أن يؤدي إلى القلق وزيادة الوزن والصداع والأرق.
وللمساعدة في السيطرة على مستويات الأدرينالين تحتاج إلى القيام بما يلي:
-
جرب القيام ببعض تمارين التنفس العميق والتأمل، يفضل ممارسة اليوغا، حيث تمتلك اليوغا القدرة على تهدئة الجسم والجهاز العصبي ومنحك استرخاءً وراحة، كما تعمل على ضبط معدلات التنفس.
-
التحدث مع اصدقائك وأهلك حول المشاكل التي تخيفك لتقلل من احتمالية تسللها إلى أفكارك ليلًا.
-
اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
-
التقليل من استهلاك الكافيين والكحول.
-
تجنب الهواتف المحمولة والاضواء الساطعة والموسيقى الصاخبة وأجهزة التلفاز قبل النوم.8
-
القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة كتمارين التمدد التي تخفف القلق والتوتر.
-
الحصول على بعض الهواء النقي من خلال قيامك بنزهة حول المبنى أو الوقوف قليلًا على الشرفة.9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق