إذا كنت من محبي أفلام الرعب وألعاب الكمبيوتر فلعلك سمعت كثيراً بالزومبي (zombie) أو قرأت قصص الموتى الأحياء التي تغزو حكايات الرعب ولعل أكثرنا تابع هذه الأفلام أو سمع هذه القصص ونحن متيقنين أنها مجرد خيال!
نعم.. ربما نشعر بالخوف والإثارة وبالقرف أحياناً ورغم ذلك لا نخشى من أن نجد يوماً جيشاً من الزومبي يجوب شوارعنا، ولكن ماذا لو حدث ذلك فعلاً؟ وهل الزومبي حقيقة أم خيال؟
قصص غريبة!
ففي غرب أفريقيا و Haitian vodou، الزومبي ليسوا خيالاً وإنما حقيقة! فهم بشر بدون روح ولا دماغ أجسادهم تقوم بحركات غريبة وتسيطر عليهم قوى سحرية مجهولة، فهم إما أموات تمت إعادتهم إلى الحياة أو أموات سُرقت أرواحهم بواسطة قوى خارقة.
ما بين السحر والشعوذة!
لكن ما توصل إليه العلماء اليوم هو أن الزومبي لا يقتصر على الشعوذة والخرافات، بل يمكن إنشاء زومبي بواسطة فيروس معدي أو فيروس الزومبي كما يسمونه، هذا الفيروس يجعل ضحاياه نصف ميتين، لكن أجسامهم حية وتقوم بتصرفات مرعبة وغريبة.
يقول Steven C. Schlozman الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة هارفارد، ومؤلف كتاب (The Zombie Autopsies): “إن العامل الفعال سيستهدف ويغلق أجزاء معينة من الدماغ، إن فيروس الزومبي سيكتسح البشرية ويحول الناس إلى وحوش بشرية لها ميول أكل لحوم البشر”.
كما وأوضح العلماء في الفيلم الوثائقي الجديد “Truth Behind Zombies” أنه على الرغم من أن البشر لا يستطيعون العودة إلى الحياة، إلا أن بعض الفيروسات يمكن أن تحفز مثل هذا السلوك العدواني الذي يشبه الزومبي بحيث يصبح الفص الجبهي -الذي يُعتبر المسؤول عن الأخلاق والتخطيط وتثبيط الإجراءات الاندفاعية- غير موجود، والمخيخ -الذي يسيطر على التنسيق- ربما لا يزال موجوداً ولكنه لا يعمل بكامل طاقته.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل الدماغ غير قادرٍ على القيام بوظائفه؟
وفقاً لـ Schlozman فإن السبب الأكثر ترجيحاً لهذا الوضع الدماغي المتدهور هو بروتين يسمى الجسيمات المعدية البروتينية، أو Prions هي العوامل المعدية التي جلبت لنا مرض جنون البقر، ويكاد يكون من المستحيل تدمير prion، وليس هناك علاج معروف للأمراض التي تسببها.
بداية الحكاية..
اكتُشف أول وباء بسبب الـ prion في أوائل الخمسينات في Papua New Guinea، عندما وُجد أن أفراد قبيلة Fore كانوا مصابين برجفة غريبة وفي بعض الأحيان قد ينفجر المصاب من الضحك بطريقة لا يمكن السيطرة عليها ووصفت القبيلة المرض بـ “kuru”، وبحلول أوائل الستينيات، قام أطباء بتتبع مصدره وعزوا سببه إلى عادات القبيلة في أكل لحم ودماغ الشخص الميت.
ومن وقتها اكتسب الـ prion سمعة سيئة باعتباره أحد أهم العوامل التي جلبت لنا (bovine spongiform encephalopathy) اعتلال دماغي إسفنجي بقري، المعروف أيضاً باسم مرض جنون البقر، فعندما يدخل الـ prion إلى الجسم يشوه نظام الجسم ويبدأ الدماغ بالتآكل، كما هو الحال في البقرة المجنونة.
كما ويقول العلماء: “سيكون لديك نوبات نفض، وستبدو مروعةً مثل الزومبي!”.
إذاً لعل الـ prion الآن سلاح في يد العباقرة الأشرار والذين إذا ما فكروا بالقضاء على العالم، فسيكون أول خيار لهم هو جعل هذا الفيروس ينتشر بسرعة إلى الفص الأمامي والمخيخ، لا سيما وأن أمراض الـ prion يسهل احتواءها داخل أجسامنا وليس لها علاج أبداً.
هل سيقتصر فيروس الزومبي على الإنسان فقط؟
كلا! فهناك العديد من أنواع الزومبي التي ظهرت في العالم غير الإنسان الزومبي!
ZOMBIE COCKROACHES
قبل ظهورها في الأفلام، لعبت الزومبي دوراً هاماً في ثقافة الفودو voodoo في غرب أفريقيا وHaiti ولعل أصل تسمية كلمة زومبي من nzambi، والتي تُترجم إلى “روح شخص ميت”.
فالزومبي هم بشر بدون روح، في أوائل الثمانينات من القرن العشرين، اقترح ethnobotanist Wade Davis أن الزومبي أكثر من مجرد سحر وفلكلور، وأن مسحوق الزومبي الموجود في الاحتفالات الهايتيّة يمكن أن يُشتق من سم النخاع، وهو سم عصبي قوي يحجب القنوات العصبية.
ZOMBIE ANTS
يتم التحكم في نمل أوراق الشجر في جنوب شرق آسيا بواسطة فطر مُعدٍ يسمى Ophiocordyceps unilateralis، مما يجعل النملة تمشي إلى الوضع الطبيعي في الغابة قبل أن تقتل فريستها، ومن ثم تنفجر جمجمة النملة وتنطلق جراثيمها في الغابة.
ولكن يبقى كل هذا الكلام نظرياً فقط، فكما صرحت جامعة Andreansky أنه: “بالتأكيد، يمكننا أن نتخيل سيناريو حول إمكانية مزج rabies مع (flu virus) فيروس الانفلونزا للحصول على انتقال جوي، وفيروس الحصبة للحصول على تغييرات في الشخصية، وفيروس التهاب الدماغ ليصاب دماغك بالحمى وفيروس الإيبولا الذي يسبب لك النزف من أحشائك، وعند الجمع بين كل هذه الأشياء، فسوف نحصل على شيء مثل فيروس الزومبي، لكن الطبيعة لا تسمح بحدوث كل هذه الأشياء في نفس الوقت”.
ففي حين أن سيناريوهات الزومبي قد تبدو شيئاً سخيفاً للبعض، إلا أن الباحثين في مجال الصحة العامة يميلون إلى مثل هذه السيناريوهات لأنهم يساعدون في تثقيف الناس حول كيفية انتشار الأمراض.
وأخيراً، إذا أردت حقاً الحصول على فيروس زومبي فاتبع نصيحة Aronoff-Spencer الذي قال: “لعل الطريقة الأكثر احتمالاً لظهور فيروس الزومبي هي أن يكشف أحدهم عن مدفن ديني قديم ويعبث مع بعض المومياوات التي لا ينبغي لنا العبث معها وسنحصل على الكثير من التسلية!”.
The post هل الزومبي موجود فقط في قصص الرعب والأفلام والأساطير الخرافية؟ appeared first on أراجيك.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق