منذ البداية كان استكشاف أماكن جديدة واستعمارها (وإبادة سكانها الأصليين) غريزة بشرية. والآن وقد أصبح كوكب الأرض مألوفا للغاية بقي أمامنا سبيل وحيد: استعمار كواكب أخرى. هذا إن لم ندمر هذا الكوكب ونضطر إلى مغادرته قسراً. لكن في كلتا الحالتين سيتطلب الأمر إيجاد كوكب جديد صالح للحياة، وهذا ليس بالأمر السهل.
تتراوح طبيعة أقرب الكواكب إلينا (في المجموعة الشمسية)، ما بين صخرة قريبة من الشمس هواؤها سام، إلى كثلة ضخمة من الغاز تبتلعك نحو حتفك لو حاولت الهبوط عليها ولا أمل في العيش على أي منها. وحتى الكلام الذي يصلنا عن المريخ، إن كان صحيحا، يجعلك تفكر إن كان الأمر يستحق إنفاق كل تلك الأموال هناك، أم أن علينا، عوض ذلك، تعمير الصحاري على الأرض. ولربما سيتطلب ذلك مالاً أقل.
أما عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية. أقربها إلينا هو:
كوكب بروكسيما ب – Proxima B
كوكب بروكسيما ب هو أقرب كوكب مشابه للأرض إلينا، لكن قدرتنا للعيش عليه مشكوك بها نوعاً ما. يدور الكوكب حول نجم قزم في نطاق صالح للحياة. والنطاق الصالح للحياة، لمعلوماتك، هو المسافة التي تفصل الكوكب عن النجم والتي توفر حرارة مناسبة لدعم وجود ماء سائل. ومن المحتمل إذاً أن نجد ماءً في حالته السائلة على سطح ” بروكسيما ب” رغم غرابة اسمه.
ما يقف بيننا وبين بروكسيما ب هو المسافة الكبيرة: حوالي 4.2 سنة ضوئية. معنى هذا أنك ستستغرق 4 سنوات للوصول إليه إن كنت تسافر على مركبة تسير بسرعة الضوء. وبالنتيجة لا أحد منا سيضع قدمه على هذا الكوكب في أي وقت قريب والأمر نفسه ينطبق على باقي الكواكب في هذا المقال.
لا داعي للاشارة إلى أن الصورة السابقة ليست حقيقية، بل أنها مجرد تخيل لما قد يبدو عليه الكوكب من السطح.
كوكب كيبلر 186ف – Kepler-186f
يبدأ اسم هذا الكوكب بكلمة كيبلر (Kepler) نسبة لمرصد كيبلر الفضائي المتخصص بالبحث عن كواكب قد تحوي على شكل للحياة. وسمي هذا المرصد تخليدا لعالم الفلك يوهانس كيبلر، والذي يمكنك الاطلاع على سيرته الذاتية هنا.
يتجاوز حجم هذا الكوكب حجم الأرض بـ10 بالمئة، ويطوف حول نجم قزم يبعد عنا أكثر من 560 سنة ضوئية، وهي مسافة جعلت دراسته عسيرة للغاية.
صحيح أن هذا الكوكب في النطاق الصالح للحياة، لكن التلسكوبات الحالية لا تستطيع تأكيد قابليته للحياة حقاً. لكن من يدري؟ قد يكون هناك من يعيش على ذلك الكوكب فعلاً، أو ربما أنهم أوشكوا على تخريب كوكبهم (كما فعلنا) وهم يشيرون الآن بأصابعهم إلى كوكبنا كمكان محتمل للنجاة.
كوكب لويتن ب – Luyten B
يبعد هذا الكوكب 12,2 سنة ضوئية عنا، ويساوي وزنه ثلاث أضعاف وزن الأرض تقريباً (2.89 مرة بالتحديد). ويذكر أن منظمة METI أرسلت سلسلة من الرسائل إلى هذا الكوكب كمحاولة للتواصل مع سكانه (الغير موجودين غالباً). وبالطبع لم تتلقى المنظمة أية ردود بعد كون أية رسائل ومن أي نوع كانت لن تصل إلى الكوكب قبل 12 سنة من وقت إرسالها (عام 2017).
خلافاً للكواكب المذكورة سابقا، يتميز نجم هذا الكوكب بتوهجات شمسية ضعيفة نسبياً. وكون التوهجات الشمسية القوية من الممكن أن تقضي على الإلكترونيات وخطوط إمداد الطاقة الكهربائية، يمتلك هذا الكوكب نقاطاً إضافية من حيث قابليته للاستعمار من قبل البشر مستقبلاً.
كوكب ترابيست-1 د – TRAPPIST-1 D
بوزن أقل من نصف وزن الأرض (حوالي 0.41 من وزنها فقط)، يدور هذا الكوكب حول نجم قزم يبعد عنا 40 سنة ضوئية. ومثل هذه المسافات هي ما يذكرنا بحجم مشاكل البشرية كلها أمام الكون الواسع والسفر فيه. حيث أن كل ما نبنيه من مركبات فضائية لا يزال بطيئاً جداً لما هو مطلوب.
يوجد ماء سائل على هذا الكوكب، ورغم صغره مقارنة بالأرض، فهو يتلقى نفس كمية الإشعاعات تقريباً. كما أن له درجة حرارة مشابهة لتلك الموجودة على الأرض. لكن كل هذه المعلومات لها أسس ضعيفة كما أنها تتغير باستمرار، حتى أن دراسة حديثة تشكك في قابليته لاستقبال الحياة أصلاً، وكونه أبعد كوكب في لائحتنا القصيرة هذه يوضح سبب شح المعلومات المؤكدة عنه.
في النهاية ربما أن البشرية بدأت على كوكب الأرض لتنتهي عليه.
The post 4 كواكب قد يعيش عليها أحفادك في المستقبل البعيد appeared first on أراجيك.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق