بعد تخرجها عام 2012 من جامعة الطائف لم تنتظر تهاني عبدالرحمن كثيراً حتى أطلقت متجرها الإلكتروني نوتة في 2013، والذي يوفر الأدوات المكتبية والمدرسية بأشكال مختلفة سواء كانت دفاتر، أقلام، نوتة، فواصل، مستهدفتاً مجال القرطاسيات الذي لم ينمو بعد على الإنترنت في تلك الفترة.
لم تنتظر تهاني الوظيفة وقررت أن تشق طريقها نحو العمل الخاص، وكما اخبرتنا:”أحد الأسباب التي دفعتني لإطلاق نوتة هو ليس هناك فرصة وظيفية”، وكان التحدي الذي ينتظرها هو عدم وجود معلومات كافية عن المجال الذي تنوي الدخول فيه، في حين كان تخصصها الجامعي بعيد عن مجال إدارة الأعمال.
فكانت تنقصها المعلومات ومن أجل تطوير مهاراتها استثمرت سنة كاملة من وقتها في القراءة على الإنترنت عن تجارب المتاجر الإلكترونية. “علمت نفسي من جديد”.
وعند البحث عن النشاط التي تنوي الدخول فيه اختارت القرطاسية لأنه مجال جديد ولا يحظى بتنافسية عالية، ايضا بعيداً عن التكرار، “شاهدت كثير من المتاجر في بداية طفرة المتاجر السعودية متخصصة في الموضة والأزياء”. فكان التنافس مرتفع جدًا ويصعب الدخول فيه بشكل فردي.
ثم بعد أن سلحت نفسها بالمعلومات الكافية قررت خوض التجربة أولاً من خلال إطلاق نسخة من المشروع على موقع تمبلر”Tumblr” وفي فبراير من 2013 ومن رصيدها الادخاري من مكافأة الجامعة بدأت تهاني بتمويل متجرها بـ 4000 آلاف ريال سعودي، و كبداية تم تحويل معظم الميزانية إلى بند استيراد المنتجات فقط، حيث لا مصاريف اخرى مع وجود منصة عمل مجانية، واستمرت على منصة تمبلر لمدة 7 أشهر. ’’كانت فترة اختبار كافية’’
البحث عن الإرشاد
كانت تهاني حريصة منذ الأيام الأولى لإطلاق مشروعها على البحث عن أرشاد لتطوير أعمالها، فتقدمت بفكرتها إلى جامعة الأمير نورة، وذلك من خلال مركز دعم و تطوير الاعمال، والذين سبق وأن قاموا باحتضان متجر قرطاسية لذلك كان من الصعب احتضان مشروعين في ذات النشاط، فتم رفض طلبها.
ثم أثناء تقديمها لمتجرها في ملتقى عرب نت 2013 ضمن مسابقة الشركات الناشئة، التقت بالمسؤولين في حاضنة بادر وتقدمت بطلب احتضان وتم رفضه، ثم عادت في 2014 لتقدم مرة اخرى وكان الرفض حاضراً للمرة الثالثة، وفي 2015 ابتسم الحظ عندما بدأت أعمال حاضنة بادر في الطائف حيث عرضت الحاضنة بنفسها على تهاني إعادة التقديم والانضمام للمشاريع المحتضنة من قبلهم.
وكانت تهاني تُطور من أعمال متجرها بناءً على الملاحظات التي تردها بعد كل عملية رفض احتضان، “كانوا يعطوني أسباب للرفض” وتضيف تهاني:”كان هناك مطور أعمال يتواصل معي حتى يوضح لها الأسباب التي أدت لرفض المشروع في بادر، وهذا ما جعلني أغير النموذج الربحي أكثر من مرة”.
وخلال فترة الاحتضان الحالية أصبح للمشروع محاسب مختص بالأمور المحاسبية بالإضافة إلى الاجتماعات التي تكون مع مطور الأعمال المسؤول عن نوتة لتطوير المشروع ومتابعة سير عمله أسبوعياً.
كيف ساهمت في بيع أعمال المصممين؟
يقوم المتجر بالشحن إلى داخل السعودية فقط، “نوصل المنتجات للسعودية فقط”، وعلى الرغم بأن المتجر تصله طلبات من خارج السعودية ومن الخليج بالذات، إلا أنه بسبب مشاكل الشحن وطريقة الدفع لم يتيح ذلك حالياً.
وبدأ المتجر ببيع عشر منتجات فقط، فيما تجاوزت اليوم 100 منتج تنوعت ما بين الدفاتر، والأقلام، والنوتة، والفواصل، وكان ذلك بفضل تعاونها مع المصممين السعوديين، وعن ذلك تقول تهاني: “عندما بدأ متجر نوتة كان نعتمد على خطين، استيراد منتجات قرطاسية وايضا الاعتماد على مصممين سعوديين لإعادة بيع منتجاتهم”
في البداية لم تكن هناك نية لإدخال منتجات عربية إلا أن “السوق يحتاج هوية عربية في مجالنا بالذات” وهذا ما دفع تهاني للبحث عن مصممين لعرض منتجاتهم على المتجر، وهو ما دفع بالمزيد من المصممين للطلب من نوتة.
المنتجات في نوتة تقع ضمن ثلاث تصنيفات قسم المنتجات المحلية، و قسم يتم استيراده، والقسم الآخر يخص المصممين السعوديين، وبدأت في هذا الخط من البيع في نهاية 2014، أغلب المصممين الذين تم التعاون معهم لم تكن لديهم خلفية عن البيع عبر الإنترنت ويريدون منصة تربطهم مباشرة مع العملاء، وبعضهم سبق أن استخدم موقع انستقرام كمنصة بيع.
“نحن نوفر عليهم تكلفة أنشاء متجر وتسويقه وإدارة المبيعات ونقوم بكل ذلك بدلًا عنهم”. تعاون متجر نوتة حتى الآن مع ٣٠ المصممين المحليين وقام ببيع منتجاتهم وتسويقها.
كانت نوتة طريق مكّن بعض المصممين من البيع بشكل مستقل بعد تجارب البيع الناجحة على نوتة “بعض المصممين توجه لفتح متجره الخاص”.
المتجر يغطي تكاليفه
عندما نتحدث عن سوق القرطاسية في السعودية فإننا نعني بيع المستلزمات المكتبية والقرطاسية التي تنشط طيلة العام وبالذات مع بداية الموسم الدراسي، والذي يعد من أهم القطاعات الرئيسية في شركات كبرى مثل جرير للتسويق، وعند أخذ لمحة على المتاجر الرقمية يقدم متجر دكان أفكار قسم مختص بالقرطاسية، وهنالك متجر روزنامة ، لكن متجر نوتة يختلف عنهم في النموذج التجاري، “لا نقدم نفس المنتجات، لا نقدم نفس الخدمة”
تعمل تهاني حاليًا مديرة منتجات “Product manager” في شركة تقدم خدمات الأعمال للجهات الحكومية، “كنت ابحث عن تحدي جديد اكتسب فيه مهارات جديدة”. ولتفريغ نفسها من بعض المهام الروتينية اليومية قامت بتوظيف مسؤولة عن التسويق، أيضا “تساعدني اختي في بعض الأمور اللوجستية فيما يخص الشحن وغيره”
تستمتع تهاني بإدارة متجرها “المتجر يغطي تكاليفه كاملة ويقوم بالصرف على نفسه”، وعن إدارتها لوقتها تخبرنا “في المساء وبعد نهاية الدوام الرسمي، أقوم بالرد على البريد الإلكتروني لمتجر نوتة.”
الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق