يعتقد الكثير من الرجال أن النساء منجذبات بشكل طبيعي لعوامل مثل المال ، الشهرة ، الوسامة ، الطول ، والبنية الجسدية الرياضية أو العضلية.
وحقيقة الأمر أن بعض هذه الصفات (أو جميعها) تشكل عوامل جذب مهمة لبعض النساء ، ولكن ليس للسبب ذاته الذي يظنه الرجال.!!
ولأن الرجال منجذبون بطبيعتهم للجمال وللمظاهر الجسدية في الإناث فهم يفترضون أن النساء يشاركنهم نفس المشاعر ونفس الصفات التي ينجذبون هم لها.!!
حسنا.. لنتوقف قليلا ولننظر إلى من حولنا..
لا أحد بمثل ثراء الملتي مليونير (Multi Millionaire) "بيل غيتس" ولا بمثل شهرته. ولكن لم يعرف عنه انجذاب النساء له.!!
وإذا كنت تعتقد أن وسامة "براد بيت" هي ما تجعل النساء مفتونات به فاعلم أن "براد بيت" ذاته كان يقضي الأسابيع والشهور دون أن يستطيع أن يجد لنفسه صديقة واحدة كما قالت إحدى الفتيات العاملات في إحدى البارات التي كان يتردد عليها "بيت" قبل شهرته.!!
إن الثراء والشهرة عوامل جذب غاية في الأهمية ولا يمكن الإغفال عنها. ولكن ليست هي بذاتها ما تجعل المرأة منجذبة لهذا الرجل أو ذاك.
فما الحكاية إذن ؟
وما سر انجذاب النساء لهذه الأشياء ؟
|
لو عدنا إلى الأزمنة السالفة ، حيث الحياة أكثر وضوحا وبساطة ، والتقطنا نماذج من سلوك النساء وعوامل انجذابهن للرجال في مختلف العصور لوجدنا أن المرأة كانت تنجذب في أزمنة الحروب والفتوحات – على سبيل المثال – للرجل القوي. وتعتمد القوّة كمقياس عندما كانت القوة تدل على شجاعة هذا الرجل وفروسيته ونبله وشهامته. ولكن عندما أصبحت القوّة تمثل القدرة على حيازة أعتى الأسلحة وأكثرها تطورا وفتكا ، ولم تعد دليلا على الشهامة والفروسية ، تخلت المرأة عن هذا المبدأ وبدأت في البحث عن شيء آخر.
الثراء مثلا...
وذلك عندما كان الثراء يعني المخاطرة وتكبد المشقة والصعاب ، واحتمال وعورة الطرق وخطورتها والأسفار البعيدة. مما يدل على قوة تحمل الرجل وجرأته وقدرته على تصريف الأمور ، وأنه ذو حيلة تمكنه من التفوق والبقاء. وهو بلا شك جدير بالاعتماد عليه وبالثقة.
وعندما اختلت المقاييس هنا أيضا ، فأصبح الثراء إرثا ، أو لعبة الخبثاء واللئام (ليس بالضرورة كل الأثرياء كذلك) وأصبح البخلاء وتجار الرذيلة والمرتشين والخارجين عن القانون يمتلكون الجاه والسلطان والأموال ، أصبحت الأمور أكثر صعوبة وتعقيدا على النساء في اختيار وتحديد الصفات التي يمكن الاعتماد عليها في اختيار الشريك المناسب.(هذه الفقرة والتي تسبقها اقتباس من الأديب والكاتب المصري الراحل عباس محمود العقاد.. بتصرّف – مع اعتذاري وأسفي لعدم تذكر اسم الكتاب)..
إذن فهناك شيء ما خلف القوة والثراء والشهرة هي ما تبحث عنه المرأة في حقيقة الأمر.
فما الذي تبحث عنه المرأة من وراء ذلك ؟
برأيي أن المرأة مبرمجة جينيا واجتماعيا بشكل لا واعي للاعتقاد بأن الرجال الذين يحملون هذه الصفات (القوة ، المال ، والشهرة) هم أكثر ذكاء وقدرة غريزية على التفوق والبقاء. وهم كذلك أكثر مرحا وسعادة واستعدادا فطريا للمنافسة وتحمل الصعاب ولفهم واستيعاب جميع الظروف المحيطة بهم واستثمارها لصالحهم.
وهم أيضا أكثر قدرة من غيرهم على إعطائها أسلوب الحياة الذي تريد. والأهم من ذلك كله هو قدرتهم على منحها "المشاعر" التي تبحث عنها..
في كتابه "النفوذ" "influence" تحدث البروفيسور روبرت كيالديني "Robert B. Cialdini" عن مفهوم سيكولوجي يسمى "تأثير الهالة" "halo effect" حيث يقول : "يفترض البشر بشكل طبيعي بأن الناس الجذابين والأقوياء والناجحين ، هم أكثر ذكاء واستحقاقا للثقة من الناس العاديين".
وبناء على ذلك.. توقف فورا عن افتراض انك غير قادر على اجتذاب النساء أو كسب ود شريكتك وإعجابها لأنك.. لا تملك المال ، الوسامة ، و / أو الشهرة..
وابحث منذ اللحظة عن الصفات الحقيقية التي تبحث عنها المرأة والتي عادة ما تختفي وراء هذه الصفات والأشياء. وتحلى بها..
وإليك بعضا من هذه الصفات التي توصلت إليها بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث..
الصفات الرجولية الجاذبة للمرأة ..
|
الثقة بالنفس : عندما سأل احد الصحفيين النجم العالمي السير / شون كونري (جيمس بوند) عن سر وسامته وجاذبيته أجاب بأن الجاذبية تكمن في ثلاث : confidence - confidence – confidence الثقـة – الثقـة – الثقـة .. تجدر الإشارة إلى أن شون كونري يعتبر أحد أكثر الرجال جاذبية في تاريخ هوليوود ، وان كنت – كرجل - لا تفهم سر جاذبيته فاسأل أي امرأة لتخبرك بذلك.
السلوك الرجولي : الشهامة ، القيادة والسيطرة ، الجرأة والشجاعة ، الاعتماد على النفس. النجدة والمواجهة.. والتحدي... أظن بأن هذه الصفات لوحدها كفيلة بنيل إعجاب المرأة وثقتها بشكل لا يقاوم. وخصوصا مع ندرة هذه الصفات في عصرنا الحاضر.
حس الدعابة : حس الدعابة يظهر تحرر الإنسان من المخاوف ومن عوامل الضعف والانهزام. كما أن الشخص المرح يشيع أجواء من البهجة والسرور تترك أثرا في الآخرين من حوله. "إن المشاعر الايجابية – والسلبية أيضا - تنتقل مثل العدوى من شخص لآخر".. ولو أجريت بحثا سريعا في مواقع التعارف والزواج على الانترنت لوجدت أن صفة الدعابة من أكثر الصفات المطلوبة لدى النساء.
الأناقة : دليل على احترام الرجل لذاته وإعجابه بها. ويعرف عن النساء تأثرهن بآراء الرجال فيما يعتقد هؤلاء الرجال عن أنفسهم وأراء المحيطين بهم عنهم كذلك.
في عام 1993 انطلقت فرقة الـ "باك ستريت بويز" في الولايات المتحدة الأمريكية. ولأنها كانت فتية في ذلك الوقت لم تلاقي إقبالا جماهيريا يذكر.. حينها اقترح المدير الإعلامي للفرقة تصوير احد أغاني البومات الفرقة تظهر فيه مجموعة من النساء تطارد نجوم الفرقة. بعد ذلك ارتفعت مبيعات اسطوانات الـ "باك ستريت بويز" إلى مستوى قياسي غير مسبوق. والفضل يعود – إلى جانب قدراتهم الفنية – إلى ذلك الإيحاء الذي صنعه الإعلان المصور لمجموعة من النساء المعجبات تطارد الفرقة الفتية.. فلابد أن يكون في الفرقة شيئا ما مثير للاهتمام. (هذا ما أوحى به الإعلان المصوّر ونجح في إقناع الناس به).
الذكاء ، الغموض ، وقوة الشخصية : الشخص الذكي الغامض هو شخص ساحر ، مثير للاهتمام بالنسبة لكثير من النساء. فهو على العكس من الشخص الواضح ، لا تعرف ما يدور في ذهنه ولا فيما يفكر. ولا يمكنك التنبؤ بتصرفاته ولا بما سيقوله أو يفعله. مما يجعل أمر مراقبته (والتفكير فيه) في غاية التشويق. واعلم جيدا أن أمران يعتبران العدوّين الرئيسيّين للجاذبية والنجاح النساء وهما : المنطق والقدرة على التنبؤ بتصرفاتك.
وبالمناسبة.. تستدل النساء على مثل هذه الصفات في الرجل (بل وتلتقطها كالرادار خلال جزء من الثانية) من خلال مشيته ، وقفته ، نظرته ، التفاتاته ، ونبرة صوته. وسوف نتحدث عن كل ذلك في مواضيع مقبلة.
ما يهم في الأمر هو أن تكون هذه الصفات متأصلة وحقيقية. حيث أن السلوك المصطنع لا يمر عبر جهاز النساء الراداري.
الأمر ليس مستعصيا على الفهم والاستيعاب.. وحتى لو استغرق أعوام من البحث والدراسة (كما حدث لي).. إلا انه يستحق العناء في سبيل تحقيق النجاح الذي تريد مع النساء.. وذلك أفضل من المعاناة الدائمة والبقاء إلى الأبد رهن الإحساس بالإخفاق والفشل.
اقرأ أيضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق