إذا كانت الكتابة فنًا، فإنّ التدوين هو أحدُ إنفعالاته. فالمدونون أشخاصٌ حساسون من طرازٍ خاصٍ، يمخرون عُباب الفكر بحثاّ عن فكرةٍ أو خاطرةٍ, يحيون موتها أو يوقظون سباتها, يترجمونها كمقالٍ أوتدوينةٍ بأعذب لفظ وأخلص قصد. وفي هذا المقال القصير, سنُعرج على تطوّر المدونّات, ونصائح عامة لمن أراد التكسّب منها.
وإن كانت الفكرة في مهدها للإستعمال الشخصي, كتدوين الأحداث والتجارب اليومية, بل حتى مشاركة المغامرات والمشاعر والأفكار الرهينة في أدراج العقول, إلا أنها - مع تشّبع العالم الإفتراضي بمثل هذه الأنماط - كان حتماً على المبدعين في أن يفكّروا خارج الصندوق, ويترجموا هذه الأنماط الرتيبة إلى أموالٍ ومكاسب, فشهد ولادة المدونّات المُعاصرة أو مدونّات المال والأعمال بصورتها الحالية.
وفي الحقيقة, فإن مدونّات المال والأعمال قد جمعت بين نشر المعرفة وبين الكسب, فمع بداية الألفية الراهنة, ومع ظهور تقنية RSS – والتي تخّول الحصول على كمٍ هائلٍ من الأخبار والمعلومات من الكثير من المواقع دون الحاجة لتصفحّها – أصبحت مهمة المدوّن أسهل في توفيره لمحتوىً جديرٍ بالمتابعة, مع تحديثه تِباعاً, وفي ذات الوقت شركات الإعلان تتولى مهمة تمويل نجاحه.
نصائح لمن يريد إنشاء مدونّة
إذا كنتُ تفكُر في إنشاء مدونة - سواء للعمل أو المعرفة – فيلزمك ملاحظة التالي:
1. التفكير في جمهورك:
حتى لو كانت مدونتك شخصيةٌ, فعليك أن تأخذ في الإعتبار ذهن قارئك, وتفكّر في شيءٍ يثير إهتمامه, مع إنتقاء العناوين الشيقة, والكلمات الجذابة, مع بساطة الأسلوب.
2. الصور تغني عن ألف كلمة:
لجعل مدونتك تستحق جهد التصفّح من القارئ، سيكون من الرائع جداً أن تُعزّز مقالتك بصورةٍ تدور في فلك موضوعها, لأنّ عالمنا اليوم أصبح بصرياً أكثر من كونها سمعياً.
3. كون المدونّة بناءةً ومفيدةً: حتى إذا كنت حرًا في كتابة أي شيء تريد قوله للعالم، فسيكون من الأفضل إنشاء ماتُعم به الفائدة – إلى جانب بعض الترفيه - كنشر المعلومات العامة أو الصحية, أو بعض الشروح لما يصعبُ فهمه عند العامة.
4. البساطة والوضوح مع الإختصار:
من أجل الحصول على مدونة شيقّة، حاول ألا تستخدم بعض الكلمات التقنية البالغة التعقيد – التي تخص بعض أهل الإختصاص – بل إجعل كلماتك وأسلوبك من البساطة والوضوح بحيثُ أن يكون في متناول الجميع, مع محاولة تلخيص الفكرة في أوجز عبارة, وذلك لأمرين: الأول: لكون معظم مرتادي الإنترنت, هم ليسوا من أهل الإختصاص, والثاني: كي لاتُضجر قارئك – حتى لو كان مختصاً – لأنه ماجاء لمدونتك إلا هرباً من تعقيدات الحياة وصلفها.
5. إجعلها تفاعلية:
بقدر الإمكان حاول جعل المدونة تفاعلية, يعني حيّـة, عن طريق وضع بعض مقاطع الفيديو أو الصوت أوضع خانة للتعليقات, للتعرّف على إنطباع قارئك أو التواصل معه, لتحسين وتطوير جودة الخدمة.
--------------
م: هاشم غزالي
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق