منذ بداية العام الحالي، احتفل علماء فيزياء الكم بانتقال آني كمومي لكيوتريت (واحدة معلومات كمومية موجودة في ثلاثة مستويات، أما الكيوبت ففي مستويين)، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام مجالات وآفاق جديدة للحوسبة الكمومية والاتصالات.
وحتى هذه اللحظة، كان العلماء قادرين على التعامل مع انتقال كمومي (تخاطر كمومي) على مستوى الكيوبت في أنظمة تفصل بينها مسافات كبيرة. وإثبات هذا المفهوم يحمل في طياته آمالًا واعدة بنقل كميات هائلة من المعلومات وبتشويشٍ أقل.
إن كنت ممن يسمعون بالكيوتريت للمرة الأولى، لنعد خطوة إلى الوراء. في الحوسبة التقليدية تخزن المعلومات عبر البتات، ويمكن للبت أن يأخذ واحدةً من قيمتين: إما الواحد أو الصفر. أما في الحوسبة الكمومية، فالوحدة الأساسية للمعلومات هي الكيوبت، والذي يمكنه أن يأخذ القيمتين 1 و 0 في الوقت ذاته.
بالنسبة للكيوتريت، يرتبط بنفس العلاقة مع trit، وهو الواحدة الأساسية لتخزين المعلومات في نظام كمومي ويمكنها أن تأخذ القيمة 0 أو 1 أو 2، ويمكن للكيوتريت أن يأخذ هذه القيم الثلاث جميعًا في الوقت نفسه. ما يعطي قفزة للأمام بشأن تخزين المعلومات وإرسالها آنيًا وعمليات الحوسبة الكمومية مستقبلًا.
أما التخاطر الكمومي (الانتقال الآني للمعلومات) فهو انتقال المعلومات من مكان لآخر عبر ظاهرة تدعى التشابك الكمومي، أو التأثير الشبحي عن بعد، وفيها يرتبط جسيمان كموميان فيصبح بإمكان أحدهما أن يفصح عن خصائص الآخر حتى لو فصلت بينهما مسافات هائلة.
بالطبع هذا ليس هو التخاطر الذي تتكلم عنه أفلام الخيال العلمي، إنه التخاطر القائم على الحصول على معلومات من مكانٍ ما بالاعتماد على قراءةٍ أخرى في مكانٍ آخر، وتفصل بين المكانين مسافات هائلة. ويمكن بث هذه الحزم من المعلومات عبر فوتونات الضوء، وعندما يتحقق هذا مستقبلًا، سنحصل على شبكات إنترنت غير قابلة للاختراق تحميها قوانين الفيزياء الأساسية، إذ سيتم تدمير المعلومات نفسها في حال الاختراق.
وفي الإنجاز الأخير، تمكن العلماء عبر تقسيم مسار الفوتونات إلى ثلاثة أقسامٍ قريبة من بعضها البعض، عبر الضبط الدقيق لحزمة الليزر.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق