عندما تنظر إلى مجموعة من الصور أو الاجتماعات اليومية أو ربما المناسبات الخاصة، ترى شخصًا يتجاهلهُ الآخرون دائمًا، يبتعدون عنه ولا يتبادلون معه أطراف الحديث، وترى شخصًا لا يكتمل المجلس بدونه، ويبحث عنه الآخرون في جميع المواقف؛ ليشاركهم حياتهم ويشاركونه هم أيضًا تفاصيل حياته المختلفة، والخيار بين يديك: إما أنت تكون الشخص الذي يُعاني تجاهل الآخرين أو أن تكون مغناطيسًا تجذب كل من حولك إليك.
ما هي أسباب تجاهل الآخرين لك
هناك نوعان من الأسباب وهما: أسباب داخلية تخص الفرد نفسه، وأسباب خارجية تنقسم بين البيئة المحيطة والأشخاص المُختَلط بهم.
الأسباب الداخلية
تنتظر دعوة الأخرين للمشاركة
هناك أشخاص ينتظرون دائمًا ولا يبادرون بالمشاركة في الأحاديث، ينتظرون تقدير الآخرين لهم، هم المنتظرون لعبارات التقدير والشكر الدائم، هؤلاء الأشخاص دائمًا يتم تجاهلهم من الآخرين.
الحل لهذه المشكلة لديك سهل وبسيط؛ أن تبدأ أنت بالحوار وتعرّف الآخرين على شخصيتك، وإذا كنت لا تجد الفرصة لتعبر عن رأيك، على الأقل أظهر موافقتك لآراء الآخرين ولا تجلس دون مشاركة، حتى يكون وجودك مؤثراً.
التفكير بصورة مبالغ بها (Overthinking)
“هل هذا الشخص يحبني؟!”
“هؤلاء الناس أخيار أم أشرار؟!”
“ما هو التصرف السليم في الوقت الحالي؟”
“هل هذا الوقت المناسب لقول النكات أم اكتفي بالابتسام؟”
الأفكار السلبية التي تسيطر عليك دائمًا، تصنع جدارًا بينك وبين الآخرين، فهذه الأفكار والتفاعلات تتم داخلك فقط، لا يرى الآخرون منها شيئًا ولا يتعرفون عليك سوى من أحاديثك.
الحل هو أن تبدأ في تحويل الأفكار والانفعالات الداخلية إلى أحاديث يمكنك مشاركتها مع الآخرين، أخرج الأفكار التي تملأ قلبك وضعها في قالب جيد وشاركها مع مجتمعك، ليتعرفوا على شخصيتك واتجاهاتك المختلفة.
دائمًا ما تتوقع الأسوأ
عندما تنادي صديقك ولا يجيب، فتتوقع أنه لا يجيبك عمدًا، أو لا يحبك أو يكنّ لك مشاعر سيئة، على الرغم من أن صديقك قد يكون غير منتبه أو مستمع لك. تعود هذه الأفكار إلى نظام التفعيل الشبكي لديك، وهو ببساطة أنك تترجم أفعال الآخرين وفقًا لأفكارك ومعتقداتك.
الحل لهذا أن تبحث في أفكارك الداخلية وتقوم بتعديلها، ولا تجعل عقلك يقوم بخداعك، عدل نظامك الشبكي الخاص حتى لا تصبح “ملك الدراما” ويتجاهلك الآخرون.
مصدر للطاقة السلبية
الحياة مليئة بالضغوطات والمواجهات العصيبة، وكل منا يحب أن يجالس الأشخاص المتفائلين، ليخففوا علينا مصاعب الحياة والأزمات. صف لي شعورك عندما تجالس شخصًا لا يتحدث إلا عن مشكلاته وأزماته الخاصة والعامة. بالتأكيد ستتجاهل هذا الشخص وتبتعد عنه، لذلك كن مصدرًا للتفاؤل و شارك الآخرين أفراحك كما تشاركهم أحزانك.
تتحدث كثيرًا عن نفسك
ربما عندما تتحدث مع الآخرين لا تتحدث سوى عن شخصيتك ومشاكلك المختلفة، وهذا يجعل الآخرين يتجاهلونك ويبتعدون عنك، لأنهم ببساطة يشعرون أنه لا معنى لوجودهم في حياتك، فأنت لا ترى سوى نجاحاتك أو مشكلاتك، لذلك يجب أن تشارك الآخرين أفكارهم ومشاكلهم وأفراحهم أيضًا.
أسباب خارجية تؤدي إلى تجاهل الآخرين لك
سوء توزيع المجتمع المحيط
أي مجتمع كامل يرتقي ليكون صحيحًا وحقيقيًّا، تجده مقسمًا إلى منحني “Bellcurve “، ومن دون الخوض في تفسيرات علمية معقدة، فإن هذا المنحني يقوم بتقسيم الأفراد إلى “قادة” و “تابعين” و“تحت التابعين”، المشكلة سوف تواجهك إذا كنت من القادة، فإن المجتمع الجديد سيرفضك بشدة، لأنه بالفعل لديه قادة حقيقيون، والحل هنا طريقان: إما أن تذهب إلى مجتمع ناشىء جديد لا يوجود به قادة، أو أن تجعل نفسك قائدًا مميزًا عن القادة الآخرين مثل: أن تكون مصورًا جيدًا أو قائدًا في مجال الموضة.
وجودك يخلق تهديدًا للآخرين
يمكن أن تكون أنت شخصًا ناجحًا، أو محبوبًا، أو تمتلك ملامحَ جميلة ومميزة، أو مظهرك جميل، فتهدد غيرك بشخصيتك وتميزك الطاغي، بالطبع حينها سيتجاهلك الجميع.
الحل هنا بسيط وهو أن توضح لهم بعض ملامح الضعف وعدم الكمال لديك، فلا يوجد بينا شخصٌ كامل، يمكنك فقط أن تزيح الستار عن بعض نقاط الضعف والخلل لديك لتجذب الآخرين لك، فهم يمكنهم مساعدتك وفي هذه الحالة سيشعر غيرك بالتميز في مجال ما ويكف عن تجاهلك.
المجتمع المغلق على نفسه
يحدث هذا كثيرًا في الجامعة والعمل، فتجد جماعة من الناس يكونون فريقًا أو صحبة مغلقة عليهم ويرفضون الآخرين، وبالتالي فإن تجاهلك سيكون أمرًا طبيعيًّا.
الحل هنا بسيط جدًا وهو أن تتعامل مع كل فرد بمفرده ولا تقتحم الجماعة، ذلك سيكون أسهل، وسيُحب كل منهم أن تشاركهم مرة أو أكثر، وبذلك ستنضم للجماعة بكل سهولة.
أنت مميز أو مختلف
أنت قد تكون صاحب اتجاهات أو أفكار مخالفة للآخرين، لذلك فحل هذه المشكلة إما أن تعدل من أفكارك، أو تنضم إلى مجتمع متوافق مع اتجاهاتك و أفكارك، لا طريق ثالث؛ فالمجتمع الذي يمتلك أفكارًا واحدة لن يقبل اتجاهاتك أو تميزك الفكري مهما حدث.
بعض النوايا غير الحسنة
قد يمتلك الآخرون نوايا سيئة لك، فقد يتجاهلك شخص لأنه حقود وعدو لتميزك، أو لا يحبك أو يكره التعامل مع المتفائلين والناجحين، لذلك حدد السبب جيدًا وتأكد من دافع غيرك، وأنه ليس شعورك فقط، أو خُدعة من عقلك، وابتعد عن هذا المجتمع وتجاهله أنت، لأن هذا المجتمع سيؤثر سلبًا عليك.
أمور عامة تسبب تجاهل الآخرين لك
- أنك لا تحترم مواعيدك، هذا السبب يجعل الآخرون يبتعدون عنك.
- تصرفاتك عنيفة دائمًا، ويغلب عليها الغِلظة والعنف.
- أن تكون سليط اللسان.
- تنتقد من حولك دائمًا ولا تلتمس لهم أي عذر.
- لا تقدر اهتمامات ومشاعر الآخرين.
- أن تكون كثير الكذب ومنافق مع كل من حولك .
كل هذه الأسباب والدوافع تدفع الآخرين لتجاهلك والابتعاد عنك، فتعرف على مشكلتك وأسبابك الخاصة، وتعامل معها بحكمة. كن إيجابيًّا واحمل في قلبك الحب والرحمة للآخرين، شارك غيرك ألمه قبل فرحه، اهتم بغيرك ولا تهتم بشوؤنك فقط. ستجد كل من حولك يحبك ويرحب بانضمامك له في كافة المواقف، فاحرص على أن تكون العطر الذي يترك أثرًا جميلًا أينما وُضع.
تُعاني تجاهل الآخرين لك دائمًا.. مهلًا: قد تكون أنت السبب وليس الآخرون بواسطة أراجيك - نثري المحتوى العربي
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق