قرابة العقد وأكثر ولا زلنا حتى الآن في المنطقة التي يكثر فيها الجدل في موضوع من هو الأفضل “ميسي أم كريستيانو”، صراع بين لاعبان ما زالا حتى الآن يواصلان جهودهما في الفوز بالألقاب الجماعية رفقة منتخبهما وناديهما وهيمنتهما الكلية على الألقاب والجوائز الفردية العالمية والمحلية.
صراعهما المحلي في الدوري الإسباني إنتقل الآن للاراضي الروسية ويبحث كلاهما للتأكيد أنه أفضل من الآخر من خلال قيادة منتخبهما لتسجيل التفوق على المنتخبات الأخرى والذهاب بعيدًا في هذه البطولة والتي بالتأكيد سيكون لهما دور بارز رفقة لاعبي المنتخب البرتغالي والأرجنيتني.
من الأفضل كريستيانو أم ميسي؟!
كل من يتابع مسيرة النجمان يرى بوضوح أن هنالك معايير تم وضعهما للاعبين للجلوس على عرش الافضل في التاريخ، بعض هذه المعايير – حتى الآن – مر بها النجمان بنجاح من الفوز بلقب الافضل على مستوى البطولات الاوروبية والمحلية مرورًا بالجوائز الفردية وإنتهاءًا بالجوائز الفردية التي يتداولان حملها منذ ما يقرب العشر سنوات مضت.
ولكن المعيار الأهم “لقب كاس العالم للمنتخبات” لم ينجح فيه النجمان حتى الآن وبالتالي جلوس أحدهما على عرش “اللاعب الأفضل” على مر التاريخ مؤجل إلى حين، بالرغم من محاولة تتويج المشجعين والمتابعين – كُلٍ – حسب إنتمائه لفوز أحدهما على الأخر في صراع الأفضل.
هل ميسي بدون لقب “كأس العالم” هو الافضل؟!
قسم من المشجعين سيكون جوابه بالإيجاب وهولاء جلهم من مشجعي نادي برشلونة الذي يلعب له النجم، بينما القسم الأكبر لازال حتى الآن في صراع محموم لتأكيد بأن افضلية النجم الأرجنيتني في صراع الأفضل على مر التاريخ لم يُحسم بعد ولابد له ومن الضرورى أن يحرز كأس العالم للمنتخبات لإعطائه الأفضلية على غريمه البرتغالي.
من يرى ليونيل ميسي رفقة زملائه في فريق برشلونة وهو يسجل ويصنع ويبدع وينال البطولات الجماعية والألقاب الفردية فإن الشكوك لا تساوره في أن هذا اللاعب من امهر اللاعبين على الكرة الارضية ولا يكون هنالك جدال في أنه الأفضل.
ولكن! على النقيض تمامًا مع منتخب الإرجنتين يكون شبهًا لذلك اللاعب المبدع في الفريق الأسباني، لا حلول ولا إبداع ليتم كيل الإتهامات له من كل حدب وصوب عند كل سقوط بأن لا إنتماء له للقميص الارجنيتني ولا روح ولا إلهام لباقي زملائه من اللاعبين.
وبالتالي ليكون الأفضل على مر التاريخ وليخرس جميع الألسن الناقدة والغاضبة فإن إحراز كأس العالم بالنسبة للأرجنتيني هو السبيل الوحيد لإراحة باله والتفرغ لحياته لما بعد كرة القدم، فأن تقدم مستوى خيالي مع فريقك وتأتي لتقدم مستوى كارثي مع منتخبك فإن الشكوك ستكون ملازمة لك في كل لمسة للكرة مع منتخبك.
وماذا عن البرتغالي كريستيانو رونالدو؟!
يبدو البرتغالي رفقة منتخبه متفرغًا بشكل كامل لزيادة رصيده من الإنجازات والألقاب الشخصية وبعض الأرقام القياسية، لا ضغوط ولا إتهامات ولا هجوم عليه سواء من النقاد أو المشجعين فكل هدف له رفقة منتخبه هو الإنجاز وما دون ذلك لا لوم عليه فقد فعل ما عليه.
هو ليس مطالبًا بالفوز بكأس العالم أو أي بطولة كبرى، فقط عليه إيصال البرتغال لأبعد نقطة في آي بطولة وما سيحصل بعد ذلك سيكون محفوظًا في سجلات التاريخ بأنه القائد الملهم الذي أوصل فريقه لهذه النقطة في البطولة العالمية الكبرى، لا ضغوط عليه ولا شبه نجم سابق يطارده ولا أشباه نجوم برفقته فهو الكُل في الكُل، القائد والملهم والقادر على إعطاء دفعة معنوية هائلة لزملائه وبث الرعب في خصومه.
وجوده وحده في ارضية الميدان بغض النظر عن حالته البدنية هو جرس إنذار للخصوم بأن صاروخ ماديرا قادر على قلب النتيجة تحت أي لحظة، لما لا وهو المنقذ والملهم لزملائه من اللاعبين والقادر على إحراز الأهداف من جميع الوضعيات والإتجاهات.
ميسي وكريستيانو ماذا فعلا في بطولات كأس العالم السابقة؟!
قبل كأس العالم الحالية والمقامة في الاراضي الروسية، تواجد النجمان في ثلاثة نسخ سابقة لهذه البطولة في ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 حيث تراوحت إنجازاتهما من الوصول للمباراة النهائية إلى الخروج من الدور الأول.
ألمانيا 2006 .. ظهور أول للأرجنتني ومشاركة فعالة للبرتغالي
في مونديال ألمانيا 2006 لم يكن الارجنيتني قويًا بعد ليحجز له مكان أساسي في تشكيلة المنتخب الأرجنيتني فقد كان يبلغ من العمر (18) عامًا وسجل ظهوره الأول كبديل في مباراة صربيا وسجل هدفًا من ضمن الاهداف الستة التي سكنت مرمى المنتخب الصربي.
وجلس بديلًا في مباراة ربع النهائي ليشاهد خروج منتخب بلاده علي يد المنتخب الألماني مستضيف البطولة بضربات الترجيح.
بينما أتى البرتغالي كريستيانو وهو خاسرًا للمباراة النهائية في بطولة أمم أوروبا أمام المنتخب اليوناني مفاجأة تلك البطولة، وكأن البرتغالي أراد التعويض عما خسره في تلك البطولة القارية حيث وصل بفريقه للدور نصف النهائي بعد شارك اساسيًا وإستطاع تسجيل أول أهدافه في بطولات كأس العالم.
جنوب أفريقيا 2010 .. ميسي بدون هدف وكريستيانو يخرج مبكرًا
جاء ميسي لكاس العالم التي اقيمت في جنوب أفريقيا وهو محملًا بأربعة كرات ذهبية وصعود خيالي لفريقه برشلونة على عرش الكرة الأوروبية، وأساسيًا مع منتخب بلاده تحت قيادة النجم الأسطورة ديغو ماردونا.
خمس مباريات وصفر أهداف وخروج من الدور ربع النهائي كانت تلك حصيلة النجم الأرجنتيني مع منتخب بلاده في هذه البطولة، مع تصاعد الموجة التي نراها حاليًا بأن على أي مدرب أرجنيتني أن يبني خططه على مستوى النجم الأرجنتيني وليس على بقية اللاعبين.
بينما لم يظفر البرتغالي سوى بهدف وحيد في مرمى كوريا الشمالية (إنتهت 7-0 لصالح البرتغال)، ولعب مباراة دور الــ16 أمام الماتدور الأسباني ليخسر اللقاء بهدف ليتجدد حزن البرتغالي مرة أخرى في موسمه الأول مع ريال مدريد قبل أن يداوى جراحه بإحرازه للالقاب الفردية والجماعية في السنوات اللاحقة ليبدأ الصراع بشكل رسمي مع غريمه ميسي في صراع الأفضل.
البرازيل 2014 .. وصول للنهائي للأرجنيتني وخروج مبكر للبرتغالي
جاء النجمان لكاس العالم 2014 وفي جعبتهما الكثير من الألقاب الفردية وصراع تشكل بقوة في الدوري المحلي ونجومية طاغية لكليهما، حيث سار ميسي برفقة منتخبه الأرجنتين لتخطي كل الخصوم وصولًا للمباراة النهائية حيث الصدام مع المنتخب الألماني الذي جدد الفوز عليه في مباراة حماسية ليختبر الأرجنتني أول أحزانه مع خسارة المباريات النهائية في البطولات الكبرى.
بينما غريمه كريستيانو كان قد فاز بجائزة الكرة الذهبية للتو مع لقب دوري أبطال أوروبا وتم إختياره ليكون قائدًا للمنتخب البرتغالي في هذه البطولة، ولكن البرتغالي وبالرغم من تسجيله هدفًا في هذه البطولة إلا أنه لم يكن أمامه سوى التسليم بالخروج المبكر بعد خسارة وتعادل وفوز في الدقائق الأخيرة لم يكن كافيًا للمنتخب البرتغالي للعبور للدور القادم.
في الاراضي الروسية يتجدد الصراع مرة أخرى
في كاس العالم الحالي وبالرغم من وجود الكثير من المواهب والنجوم التي يمكن أن تخطف الأضواء بقوة، إلا أن صراع النجمين لازال موجودًا ومع محاولة كل طرف وضع أفضلية على حساب الطرف الأخر لازلنا نراه بقوة خاصة مع الاداء الخارق للبرتغالي والاداء المخيب للآمال للأرجنيتني.
فالبرتغالي كريستيانو رونالدو أثبت الجهد والمثابرة والتصميم لازال متوفر لديه بالرغم من وصوله لسن “33” عامًا بإنطلاقة قوية أمام المنتخب الإسباني وتسجيله “لهاتريك” تاريخي في شباك أكثر المنتخبات المرشحة لنيل اللقب.
في المقابل لم يجد الأرجنيتني أحد يواسيه بعد التعادل أمام المنتخب الإيسلندي وإهداره لضربة جزاء كان سيشكل فارق كبير في صراعه مع النجم البرتغالي، وإتبعه بأداء باهت في ليلة سقوط الأرجنتين أمام كرواتيا التي ابدعت في إذلال المنتخب الإرجنتني بحضور قائده نفسه الذي وقف شاهدًا على هذا السقوط المدوي.
في الجولة الثالثة والاخيرة من دورى المجموعات يبدو أن كلا النجمين قد تداركا الموقف، فالبرتغالي لا غبار عليه فقد قدم ما عليه وساهم في صعود منتخب بلاده للمرحلة المقبلة بأداء خيالي وخارق للعادة ووضع الأفضلية في صالحه حتى الآن أمام غريمه الارجنتيني الذي يبدو أنه وجد نفسه أخيرًا بعد التأهل الصعب أمام المنتخب النيجيري وتسجيله لأول أهدافه في المونديال الروسي.
هل سيشهد مونديال روسيا تربع أحدهما على العرش؟!
من الأخبار الجيدة أن مباراة المنتخبين في دوري الــ16 ستقام في يوم واحد، يوم قد يخرج كلاهما أو يصعدا معًا للدور القادم أو يخرج احدهما فيما يواصل الاخر مسيرته في هذا المونديال، ومع كل هذه الإحتمالات فإن جمهور المنتخبين أو بالأحرى عشاق النجمين سيختبران مشاعر شتى في صراع النجمين على أفضلية أحدهما على الأخر في صراع “الأفضل على مر التاريخ”.
ففي صراع النجمين بلقب الأفضل على مر التاريخ لابد أن يكون كأس العالم في حوزة أحدهما، ومع تقدم عمرهما وإحتمالية عدم رؤيتهما معًا في المونديال القادم، فإن الحصول على لقب كاس العالم هو المعيار الأساسي للكثيرين ليجلس أحدهما على “عرش الأفضل على مر التاريخ”.
غير هذا اللقب سيكون العالم الكروى في جدال وصراع لن ينتهي في القريب العاجل حتى بإعتزالهما كرة القدم ستكون هذه النقطة محور الجدل الأكبر في رياضة كرة القدم مثل ما نشهده حاليًا في بين النجم البرازيلي “بيليه” والنجم الأرجنتيني “ماردونا”.
The post ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو… من هو الأفضل؟! appeared first on أراجيك.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق