إن المحافظة على الثقة في النفس و”شد الهمة” خلال فترة الامتحان أمرٌ في غاية الصعوبة نظرًا للضغط والتوتر الذي يصاحب هذه الفترة من السنة. خلالها، لابد وأنك لاحظت صديقًا أو زميلًا – أو ربما إبنًا أو أخًا – في حالة إحباط وتراجع في الثقة في النفس. قد لاتملك الكثير لتقديمه، لكن حتمًا عبارات الثناء في التعلم أو المديح قد تشكل فارقًا كعبارات تشجيع تساعد في الخروج من هذه الحالة واستعادة الثقة بالنفس.
من خلال هذا الموضوع، سنحاول أن نقدم بعض النقاط التي يمكن التركيز عليها خلال قيامك بتقديم جرعة ثناء لشخصٍ ما، مبرزين لما يجب التركيز عليه وما يحتاج حقًا إلى سماعه.
علامة الاهتمام غير المباشرة
إن أهم نقطة يمكن الإشارة إليها هنا هي أن الشخص ربما ليس في حاجة إلى عبارات أو جمل ثناء أو مدح، بل يكفي أن يشعر أنك بجانبه ومهتمٌ لأمره. قد يعبر سؤالك عن أحواله وتطور مذاكرته أو ربما حديثك عن زميل آخر وعن أصحاب القصص الملهمة، طريقة غير مباشرة في إبراز مدى اهتمامك به وثقتك بأنه كهؤلاء يمكن أن يقدم الكثير والأفضل.
لا تعطي أملًا زائفًا أو مبالغًا فيه!
من الأخطاء التي يرتكبها البعض نجد تضخيم الثناء لما يصبح مجاملة مزيفة، كأن يبدأ الشخص في الثناء على صفات يعلم الاثنان أنها غير موجودة أو تضخيم الأمال كأن يقول مثلًا “أثق أنك ستقوم بكذا وكذا” وهو يعلم يقينًا أن هذه الأهداف والتحديات صعبة التحقيق أو شبه مستحيلة. والتالي، بدل الرفع من الشخص، يصبح الثناء عاملًا لزيادة التوتر ورفع سقف التوقعات.
على الشخص أن يحسن اختيار عباراته وتجنب إساءة فهمها أو المبالغة فيها.
لطلاب الجامعات… كيف تختار شريك السكن الجامعي المناسب لك
اهتم بالكيف
إن التركيز على الطرق المستخدمة بدل النتائج من الأمور التي يجب القيام بها. لا تسأل الشخص عن نتيجته، أو ما يتوقع من الامتحان، فلن يزيده الأمر سوى توترًا وقلقًا. بل تابع معه طريقة مذاكرته، كأن تسأله “كيف تسير الأمور؟”، “إن الأمر صعب لكنك اقتربت كثيرًا !”. عبارات كثيرة يمكن أن تساعده هو أيضًا على تبني نظرة إيجابية لما يحدث، وتمكنه من إعادة توجيه تركيزه نحو ما قد يجيده.
كن دقيقًا
إن أردت أن تقدم مديحًا على فعل قام به شخص ما، فكن محددًا ودقيقًا ولاتتحدث بصفة عامة، فسيبدو الأمر وكأنه مجاملة لا أكثر، وربما سيزيد من إحساسه بالشفقة نحو نفسه وبأنه فعلًا لايقوم بأي شيء جيد يستحق الاهتمام أو الثناء. لهذا، انتقِ فِعلًا محددًّا وإن بدا بسيطًا، فيكفي أن يشعر أن ما يقوم به يستحق الانتباه. مثلًا، راجع ملخصاته واثنِ على اهتمامه بالتفاصيل أو التنظيم…
الوقت المناسب يستحق الثناء
إن عامل الوقت من أهم الأمور التي تثير القلق، لم يبقَ الكثير على الامتحان، لن يكفي الوقت للمذاكرة، ساعتين ليست كافية للإجابة… كثيرة هي الأمور المُوترة التي ترتبط بهذا العامل. لهذا، حاول أن تعيد ثقة الشخص بنفسه وبقدرته على حسن تسيير، واجعله بذلك أمرًا يستحق الثناء. كأن تثني على بدئه المذاكرة مبكرًّا أو على قدرته على انهاء امتحان كنت تظنه صعبًّا…
لطلاب الجامعات… كيف تختار شريك السكن الجامعي المناسب لك
الصعوبة أو الخطأ
“هذا الدرس صعب، أراك تفعل ما بوسعك لفهمه” هو مثال على العبارات التي يمكن استخدامها من أجل تمرير رسالة للشخص مفادها أن الصعوبة أمر متوقع في الدروس وأن الخطأ عنصر أساسي للتعلم. حاول إذًا أن تركز على هذين العنصرين خلال ثنائك على الشخص، وذلك من أجل تزويده بجرعة أملٍ تبرز أن العيب ليس منه وأن الإخفاق ليس فشلًا بل وسيلة لاكتساب المعرفة.
اطرح أسئلة…
إن سؤال الشخص عن طرقه في التعلم أو المذاكرة أو كل ما يشغل باله ويضعف ثقته بنفسه سيساعده في التعبير بصفة صريحة عما يقلقه أو يوتره. هنا، يمكنك استغلال الأمر بصفة إيجابية كأن تعيد توجيه نظرته المحبطة نحو النقاط الإيجابية في الموضوع، أو أن تقترح حلولًا وتثني على صراحته واعترافه بالمشكل… هكذا، ستقدم له مساحة تعبير هو في حاجة إليها من أجل تحديد المشكل وتجاوزه.
لاتردد في التعبير عن وجودك جانبه دائمًا، فالأمان والاهتمام قد يكون كفيلًا لمساعدته.
استعرض إنجازاته السابقة
قد يكون ضعف ثقة الشخص أو إحباطه نتيجة موقفٍ معين أو توتر وقلق لاأكثر. يمكن أن تثني على أعماله السابقة، وتذكره بمواقفه والصعاب التي واجهته سابقًا وقدرته آنذاك على الخروج منها. الأمر سيساعدك بصورة واضحة في إعادة اكتشاف مكامن قوته. وبالتالي، سيتمكن من استعادة ثقته بنفسه والمضي قدمًا.
الثناء في التعلم ليس دائمًا عبارات مجاملة كاذبة، بل هو “طبطبة” ربما في حاجتها.
مجانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق